تستمر أزمة اللحوم الحمراء في عدم الاستقرار على حل ينهي لهيب الأسعار الذي مس جيوب المغاربة؛ فأرقام الاستيراد محتشمة لم تستطع خفض الأثمان، لأسباب يؤكد المهنيون ارتباطها بعدم إقبال المغاربة على اللحم الخارجي والمنافسة في السوق الدولية. وبداية من شهر أكتوبر من السنة المنصرمة وإلى غاية 28 فبراير من السنة الجارية، تم استيراد 8 آلاف و821 عجلا فقط؛ وهو عدد قليل مقارنة مع حاجيات السوق الوطنية، ويعزو المهنيون هذا الأمر إلى ضعف إقبال المغاربة للحم المستورد. وقفزت أسعار اللحوم الحمراء في سوق الجملة بالدار البيضاء إلى 80 درهما بالنسبة للحم العجل، و90 درهما بالنسبة للحم الخروف؛ بينما تراوحت الأسعار في محلات البيع بالتقسيط بين 90 درهما و110 دراهم بالنسبة للحم العجل، وبين 100 درهم و120 درهما بالنسبة للحم الخروف. ويشتكي المهنيون ندرة المنتوج في السوق الوطنية بسبب الجفاف الذي اضطر "الكسابة" إلى بيع مواشيهم، مطالبين بفتح قنوات حوار حقيقي قبل حلول شهر رمضان وعيد الأضحى من أجل استدراك النقص الحاصل وتمكين المستهلكين من اللحوم بأثمنة معقولة. ويرجع الارتفاع الحاصل كذلك إلى غلاء أثمان أعلاف الماشية جراء ارتفاع الأسعار العالمية للمواد الأولية، إذ زادت الأعلاف المنتجة محليا والمستوردة ب40 في المائة و27 في المائة على التوالي في أكتوبر 2022 مقارنة مع الفترة نفسها من السنة الماضية؛ ما أثر على إنتاجية القطيع. عبد العالي رامو، رئيس الجمعية الوطنية لبائعي اللحوم الحمراء بالمغرب، أكد أن المشكل الكبير الذي يعيق استيراد اللحوم هو ضعف إقبال المغاربة على اقتناء اللحم الأجنبي، لافتا إلى أن الزبناء لا يثقون في المستورد وقد سجل المهنيون حالات رفض واسعة لدى المغاربة. وأضاف رامو، في تصريح لهسبريس، أن أغلب العجول المستوردة حاليا هي من إسبانيا أو فرنسا ولا وجود لأية لحوم قادمة من البرازيل، منبها إلى أن المغرب يواجه منافسة قوية على مستوى استيراد اللحوم من الجزائر ومصر والسعودية باعتبارها مستوردا تقليديا منذ مدة. وبالنسبة للحم الغنم، قال رئيس الجمعية الوطنية لبائعي اللحوم الحمراء بالمغرب إن بعض الفاعلين من المنطقة الشرقية هم من استوردوا بعض الكميات. أما البقية فتجد صعوبة على هذا الصعيد بالعودة إلى وصول سعره 4.35 أورو للكيلوغرام الواحد.