على بعد حوالي 10 أيام من انتهاء شهر رمضان لهذه السنة، لا زالت أسعار اللحوم تواصل ارتفاعاتها رغم توقعات العديد من المهنيين بأن سعر الكيلوغرام من لحم البقر سيتراجع إلى 65 أو 70 درهما بدل 80 درهما المسجلة حاليا في معظم الأسواق بالمدن الكبرى. ومن المتوقع أن تواصل الأسعار ارتفاعاتها إلى ما بعد عيد الأضحى بعد شهرين، ويرجع سبب ذلك حسب أحمد العماري، الكاتب العام للنقابة الوطنية للتجار والمهنيين- فرع المجازر، إلى اختلال التوازن بين العرض والطلب، باعتبار أن في شهري يوليوز وغشت يكثر الطلب على اللحوم الحمراء، وكذا غلاء أثمنة العلف التي تضاعفت خلال هذه السنة، ينضاف إلى كل ذلك استياء المهنيين من الشروط التعجيزية التي فرضتها وزارة الفلاحة على الكسابة وبائعي اللحوم الحمراء بالجملة، من أجل استيراد العجول المخصصة للتسمين من أوربا تحديدا، حيث وضعت دفترا للتحملات يجب على كل مستورد التقيد به، وهو ما اعتبره المهنيون أمرا غير مقبول نظرا للكلفة المرتفعة لهذا الاستيراد لأن الطلب على العجول الأوربية مرتفع خصوصا من طرف روسيا والصين، وهو ما دفعهم إلى مطالبة الوزارة الوصية بتحويل الوجهة إلى استيراد العجول من دول أمريكا اللاتينية مثل الأروكواي والأرجنتين، نظرا للكلفة المتدنية والأسعار التنافسية التي توفرها هذه العملية رغم أن كلفة النقل من هذه الدول تعتبر أغلى، لكن هناك لوبي قوي، يقول العماري في اتصال مع «المساء»، يحول دون تحقيق رغبة الكثير من المهنيين الراغبين في استيراد اللحوم الحمراء من أمريكا اللاتينية، حيث يمكن لسعر اللحم البقري أن يصل إلى المستهلك بأقل من 50 درهما للكيلوغرام الواحد لو تم الاتفاق مع الوزارة على تحويل وجهة الاستيراد من أوربا إلى أمريكا اللاتينية. واعتبر الكاتب العام للنقابة أن من تداعيات هذه الشروط التعجيزية هو نفور المهنيين من استيراد أعداد كافية من العجول بكل من فرنسا وألمانيا وحتى اسبانيا، حيث لم تستورد سوى 5000 رأس من العجول وهو عدد لا يكفي لمدينة كالدار البيضاء سوى لمدة أسبوع فقط، موضحا أن متوسط استهلاك الفرد من اللحوم الحمراء بالمغرب لا يتعدى 10 كيلوغرامات في السنة، وهو معدل متدن بالمقارنة مع دول أخرى، وأرجع السبب إلى غلاء هذه المادة الغذائية المهمة بالأسواق المغربية طيلة السنة . من جانبه اعتبر عبد الرحيم سوكاري، وهو بائع عجول بالجملة بسيدي بنور، أن ارتفاع أسعار اللحوم الحمراء بالمغرب، خصوصا هذه السنة، يرجع إلى غلاء العلف المخصص للماشية، حيث يكلف العجل الواحد حوالي 40 درهما من العلف يوميا، بينما كان في السابق لا يكلف سوى 20 درهما، ف«النخالة» تضاعف ثمنها إلى حوالي 3 دراهم وهي التي كانت تباع بأقل من درهم و80 سنتيما، وكذا بالنسبة ل«السيكاليم المركب» الذي وصل سعره إلى 3 دراهم، موضحا في اتصال مع «المساء»، أن دعم الدولة في إطار المغرب الأخضر، لا يصل إلى صغار الفلاحين والكسابة الذين لا يتوفرون سوى على 10 إلى 15 عجلا، بل يذهب الدعم إلى الكبار فقط .