أثر عدم إمداد المملكة المتحدة بالطماطم المغربية على الأسواق هناك بشكل واضح، حيث تداول عدد من المواطنين صورا لرفوف فارغة بالمحلات التجارية. وعزا مهنيون من بريطانيا النقص الحاصل إلى تراجع إمدادات الطماطم من كل من المغرب وإسبانيا، المزودين الرئيسيين للبلاد بهذه المادة، وقلة الإنتاج الداخلي. وقال موقع "فرويتنيت"، المختص في المجال الفلاحي، إن هناك مشاكل كبيرة في الإمداد بالطماطم المغربية حسب المستوردين، مردفا: "هناك مخاوف بشأن النقص الوطني في الطماطم. ينشر الناس صور الرفوف الفارغة في العديد من المتاجر الكبرى في جميع أنحاء المملكة المتحدة". وتحدث الموقع ذاته عن سبب تراجع إمدادات الطماطم من المغرب قائلا: "في هذا البلد الواقع في شمال إفريقيا كان على المزارعين والموردين مواجهة عاصفة كاملة من درجات الحرارة الباردة والأمطار الغزيرة والفيضانات والعبارات الملغاة خلال الأسابيع الثلاثة إلى الأربعة الماضية – وكلها أثرت بشكل خطير على حجم وصول الفاكهة إلى بريطانيا". وأكد المصدر نفسه أن الطقس السيئ في إسبانيا والمغرب، من حيث تأتي معظم الطماطم، يؤثر على الإمدادات. وعزت مصادر أخرى النقص الحالي في الطماطم في المملكة المتحدة إلى ارتفاع تكاليف الطاقة، "إذ يكافح مزارعو الطماطم لتدفئة دفيئاتهم بسبب التكلفة". وقالت المتحدثة باسم رابطة مزارعي الطماطم البريطانية جولي وولي لصحيفة "ذا غروسر": "تؤثر أسعار الغاز بالجملة على جميع المزارعين، وتوافر الطماطم مشكلة عالمية". وقال فيليب مورلي، أخصائي البستنة والمسؤول الفني في الرابطة المذكورة، إن التضخم في مناطق أخرى أثر بشدة على مزارعي الطماطم، مضيفًا: "أدى ارتفاع تكاليف الوقود إلى ارتفاع تكاليف النقل الآن. كما زادت تكاليف المدخلات الأخرى مثل البذور والأسمدة والأعلاف بنسبة تتراوح بين 100 و400 بالمائة". وأكد الاتحاد الوطني للمزارعين أن هذه المشاكل تؤثر حاليًا على جميع مزارعي الفاكهة والخضروات في جميع أنحاء المملكة المتحدة، وليس فقط مزارعي الطماطم. وقالت الرئيسة مينيت باترز لبي بي سي: "الطعام البريطاني مهدد... في وقت يهدد التقلب العالمي استقرار إنتاج الغذاء والأمن الغذائي وأمن الطاقة في العالم. أخشى أن البلاد تسير نائمة نحو المزيد من أزمات الإمدادات الغذائية. مع أن مستقبل إمدادات الفواكه والخضروات البريطانية في ورطة". يشار إلى أن العلاقات التجارية بين المغرب والمملكة المتحدة تحسنت بشكل كبير بعد عملية "بريكسيت"، إذ بلغ حجم التجارة الثنائية برسم العام الماضي 22.9 مليارات درهم. وبحسب بلاغ صحافي صادر عن الدورة الثانية لمجلس الشراكة المغربية البريطانية، المنعقد الخميس، فقد ارتفعت المبادلات بنحو 50 في المائة، لتنتقل من 15.3 مليارات درهم سنة 2019 إلى 22.9 مليارات درهم العام الماضي.