لم تُثنِ مناسبة ذكرى المولد النبوي الأساتذة المجازين والحاصلين على الماستر الغاضبين من "إقصائهم" من الترقية في السلم 10، من الخروج للاحتجاج يوميّا منذ مطلع الأسبوع الجاري، إلى أن نفذوا اليوم مسيرة احتجاجية، يحملون خلالها الأواني الفارغة في يَدٍ وملاعق في اليد الأخرى، رغبة منهم في خلق الضجيج "في أذن الحكومة النائمة"، كما يُصرّحون. وجابت مسيرة حاشدة ضمّت الأساتذة المنتمين لتنسيقيَتيّ الأساتذة المجازين والحاصلين أيضا على الماستر، "المقصيّين من الترقية بالشهادة"، شوارع الحسن الثاني وابن تومرت بعد أن انطلقت من أمام وزارة التربية الوطنية والتكوين المهني، في أفق وصولها إلى شارع محمد الخامس لتختم شكلها الاحتجاجي الجديد أمام قُبّة البرلمان. ويأتي الاحتجاج المستمر منذ شهرين للأستاذة، الذي يطالبون بالترقية إلى السلم العاشر وفقاً للشهادة الجامعية الحاصلين عليها "إسوة بأفواج سابقة"، بعد قرارهم التصعيدي المعلن عنه السبت الماضي، والقاضي بمقاطعة الامتحانات المحلية القادمة، لكل الأسلاك الدراسية، حراسةً وتصحيحاً واقتراحاً لنماذج الامتحانات، مع عدم تسليم نقط المراقبة المستمرة. عبد الوهاب السحيمي، المسؤول الوطني عن التنسيقية الوطنية للأستاذة المجازين المقصيّين من الترقية بالشهادة، قال لهسبريس إن الاحتجاج الجديد يأتي بعد أشكال سابقة نفذها الأساتذة الغاضبون، من قبيل مسيرة حمل الأكفان والمشي حفاة في شوارع الرباط، مشيرا إلى أن الاحتجاج بالأواني الفارغة يهدف إلى "خلق الضجيج في أذن الحكومة التي لا زالت صماء ولا تريد سماع مطالبنا والجلوس معنا للحوار". وأضاف المتحدث أن الأساتذة المعتصمين في شوارع الرباط سئموا من صمت الحكومة والوزارة المعنية، "وهو ما حداهم إلى الإصرار في الاحتجاج مهما كلف الأمر من ثمن، وقد نذهب حتى إلى سنة بيضاء"، موردا أنه طيلة فترة الاحتجاجات الماضية تعرض الأساتذة "للاعتقال والتعنيف اللفظي والبدني وأكثر من ذلك لصمت المسؤولين"، يقول السحيمي. "هناك الآن حوالي 500 ألف تلميذ وتلميذة لن يجتازوا امتحاناتهم بعد إعلاننا المقاطعة.. والحكومة تتحمل مسؤولية ذلك"، يزيد المسؤول النقابي في التوضيح لهسبريس، مضيفا أن لقاءً سيجمع غذا النقابات الخمس الأكثر تمثيلية بوزارة التربية الوطنية، "رغم أننا لا نعول كثيرا على اللقاء لكننا نتمنى أن يحمل في طياته حلا لمشكلنا". في المقابل، كشف مصدر من داخل وزارة التربية الوطنية والتكوين المهني لهسّبريس أن اللقاء الذي ستعقده الوزارة مع النقابات الخمس الأكثر تمثيلية، ابتداء من غدٍ الجمعة والسبت، قد يسفر عن نتائج من شأنها أن توضح الموقف المباشر من مطالب الأساتذة المحتجين، حيث تم إدراج نقطة "الترقية في السلم العاشر وفقا لشهادة الإجازة" ضمن جدول أعمال اللقاء.