إشادة أمريكية واضحة حازتها المملكة المغربية نظيرَ جهودها في "تعزيز السلام والأمن في المنطقة"، جاءت هذه المرة من أعلى مسؤول في وزارة الخارجية الأمريكية، الذي قادته زيارة طويلة إلى منطقة الشرق الأوسط (مصر، إسرائيل وفلسطين)، ضمن مساعي إدارة بايدن لخفض التوتر المتصاعد خلال الأيام القليلة الماضية بالأراضي المحتلة. وفي بيان صحافي، صدر من واشنطن، عن مكتب المتحدث باسم وزارة الخارجية، نيد برايس، فإن "وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، تحدث، أمس الثلاثاء مع نظيره المغربي، ناصر بوريطة، بشأن الأولويات المشتركة في العلاقات الثنائية والجهود الرامية إلى تعزيز الاستقرار الإقليمي". الوزير بلينكن، الذي كان في زيارة إلى منطقة الشرق الأوسط، ناقش، ضمن المحادثة الهاتفية التي جمعته بوزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، مستجدات "رحلته الأخيرة ومحادثاته مع القادة المصريين والإسرائيليين والفلسطينيين، والتي دعا من خلالها إلى تخفيف التصعيد ووضع حد لدائرة العنف"، على حد تعبير المصدر ذاته. وأثنى بلينكن، وفق بيان برايس، على "التزام نظيره المغربي بتعزيز السلام والأمن في المنطقة؛ بما في ذلك مشاركة المغرب في منتدى النقب"، الذي جرت اجتماعاته التحضيرية بأبوظبي في يناير 2023، في حين يُرتقب تنظيم دورته الثانية بالمغرب خلال مارس المقبل. من جانب آخر، لفت وزير الخارجية الأمريكي، في تغريدة على "تويتر"، إلى أنه ناقش مع بوريطة "التعاون الثنائي المتين في مجال الأمن والدفاع على المستوى الإقليمي بين الولاياتالمتحدة والمغرب". وزاد عقب هذه المحادثة الهاتفية: «ناقشنا كذلك زيارتي الأخيرة ولقاءاتي مع القادة المصريين والإسرائيليين والفلسطينيين". أدوار طلائعية محمد نشطاوي، أستاذ العلاقات الدولية في جامعة القاضي عياض بمراكش، قال إن "البيان الأمريكي تعبير واضح وصريح من الإدارة الأمريكية عن الأدوار المهمة والطلائعية التي باتت تلعبها الرباط على الساحة الإقليمية"، مسجلا دلالة التوقيت والمكان، بالقول: "لولا دور المغرب في إيجاد حلول لأكبر أزمة الشرق الأوسط لمَا سارعت الإدارة الأمريكية في بعث هذه الرسائل من الأراضي المحتلة، وقبل شهر ونيف من انعقاد مؤتمر النقب 2 في المغرب". وأشار نشطاوي، في تصريح لهسبريس، إلى أن "حديث بلينكن هاتفيا مع بوريطة يستحضر دور المغرب الذي يلعبه في مسار التسوية الفلسطيني–الإسرائيلي، وتأكيده على دور المملكة من خلال المحادثات مع طرفي النزاع وتخفيف لجنة القدس لمعاناة الشعب الفلسطيني"، مؤكدا أنه "يُبين إلى أي حد تضع الدبلوماسية الأمريكية نصب أعينها الأدوار المهمة لدبلوماسية المغرب ودور الملك محمد السادس شخصيا في تقريب وجهات النظر، والحد من ظواهر العنف المتزايدة". تحضيرات "النقب 2" "هذه التصريحات الرسمية الأمريكية تأتي في إطار التحضير لمنتدى النقب 2 المتوقع عقده في مدينة الداخلة"، لفت خبير العلاقات الدولية، خالصا إلى أن ذلك "يؤكد بالملموس أن المغرب رغم انفتاحه على 'اتفاقيات إبراهيم'، لا يزال عضوا نشيطا في دينامية العمل والبحث عن آلية لتسوية النزاع الإسرائيلي-الفلسطيني". وختم نشطاوي حديثه مع هسبريس بالتأكيد على أن "المغرب فاعل رئيس" وأنه "لم يتخل، رغم اتفاقيات التطبيع، عن دوره المحوري باعتبار القضية الفلسطينية قضية وطنية، وأن الملك يسهر بصفة شخصية على تأكيد أنه لا يمكن لأي تسوية بين البلدان العربية وإسرائيل أن تتم على حساب دعم ونصرة فلسطين وإقامة دولتها المستقلة". جدير بالذكر أنها ليست المرة الأولى التي يحظى فيها دور المغرب بتقدير وإشادة الولاياتالمتحدة؛ فقد سبق للمتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية، نيد برايس، أن لفت، خلال مؤتمر صحافي في مركز الصحافة الأجنبية بواشنطن، يناير المنقضي، إلى أن "المغرب تجمعه علاقة خاصة بالفلسطينيين. بالطبع، فإن صاحب الجلالة الملك محمدا السادس هو رئيس لجنة القدس المنبثقة عن منظمة التعاون الإسلامي"، قائلا: "نحن نقدر دور المغرب في مساعدة ومواكبة الشعب الفلسطيني وفي دعم حل الدولتين".