كل شيء جاهز، سلاح كثير ومتنوع، شعب في أعلى حالات العداء، نوع جديد من المرتزقة عموده الفقري إيرانيون، جزء من الضمير الأوروبي خارج الوعي بفعل تسرب الغاز، ميزانية معتبرة للدمى الصحراوية، ماذا ينقص؟ تنقص الحجة القانونية للهجوم، وهي التي سنتكلم عنها في هذا المقال. لن تستطيع الجزائر الهجوم على المغرب عبر حدوده الدولية المعترف بها؛ لأن لذلك عواقب وخيمة في حالتي الانتصار والانهزام، أي أن الحدود بين السعيدية والزاك لا نقاش حولها. أما تراب الصحراء المغربية فهو مباح؛ لأن الأممالمتحدة لا تعترف به أرضا مغربية، والحدود بين صحرائنا والتراب الجزائري لا ملكية قانونية دولية له، فما أخذه المغرب بالقوة يمكن للجزائر أن تخليه بالقوة.. هذا هو منطق عجائز الجنرالات هناك. بالنسبة لهم الأمر بسيط، يطردون الجيش المغربي من الصحراء في 48 ساعة ثم يزرعون الجمهورية الوهمية ويبقون هناك حتى تعترف الأممالمتحدة بالواقع الجديد. وانتهت قضية الصحراء. ناسين أن الجيش المغربي هو أحد أقوى الجيوش العالمية المدربة على حرب الرمال، وأن القوات المسلحة الملكية تمارس الحرب الحقيقية وليس المناورات منذ ما يقرب من 50 سنة، وأن انتصارات "البوليساريو" في الماضي السحيق كانت بفضل التسليح السخي وحرب العصابات، أي اضرب واهرب. أما الحرب الكلاسيكية بين جيشين، فلا مهرب لأحد من أحد أو عند أحد، يهجم الجيش الجزائري علينا فنتبعه حتى العاصمة الجزائر، اللهم إذا اختبأ وراء الحدود التونسية. يبدو هذا الأمر كأنه حكاية لتنويم الأطفال، عند العاقلين؛ لكنه عند مجانين الجزائر هو الثمن الذي تكلم عنه عبد المجيد تبون، حين قال إن الجزائر ستدعم "البوليساريو" بأي ثمن، والثمن بالدولارات لم يفد شيئا منذ 1975 وقراءة سريعة للفاتورة تؤكد ذلك، فماذا يتبقى؟ الجيش الصحراوي نفسه هرم وشاخ كما شاخت معداته، وهو في عدده غير قادر حتى على قمع احتجاجات الصحراويين في تندوف. نعم، الجزائر الحمقاء تظن كل ما قلناه ممكنا؛ لأن العجائز هناك يرصدون ميزانية ضخمة لشراء السلاح منذ فترة بعيدة دون وجود خطر حقيقي على البلاد، وهي أكبر ميزانية في إفريقيا، وهي السادسة عالميا. ومن يجمع كل هذا السلاح لا تخفى نيته الخبيثة على أحد. أريد أن أنبه هنا كل الفاعلين السياسيين والدبلوماسيين والعسكريين المغاربة إلى طرح كل الاحتمالات، حتى أكثرها جنونا واستحالة؛ لأن لا شيء مستحيلا في جوار الجزائر.