تعزمجمعية الصحراء المغربية على تنظيم لقاء بالعاصمة الفرنسية باريس بين زعيم انفصاليي "البوليساريو" ووالده (خليل سالم الركيبي، عضو المجلس الاستشاري الملكي للشؤون الصحراوية) بعد أن تعذر عليهما اللقاء لأكثر من 38 سنة، علما أن هذه المبادرة تكرس طابعا إنسانيا محضا. "" ومن المعلوم أن والد محمد عبد العزيز، يقيم حاليا بقصبة تادلة، كان عسكريا وعضوا في جيش التحرير، تقاعد منذ سنوات، وسبق في أكثر من مرة أن كشف عن رغبته الصادقة في رؤية نجله قبل وفاته. ويذكر أن الأطباء اكتشفوا أن الأمين العام لجبهة البوليساريو يعاني من سرطان خبيث انتشر في أنحاء جسمه، ويتلقى حاليا، من حين لآخر علاجات مكثفة بالمستشفى العسكري بباريس، وله إخوة وأخوات يعيشون بالمغرب، أحدهم يمارس مهنة المحاماة بمدينة العيون، والثاني طبيب بمدينة بني ملال، بينما أخته ربة بيت مقيمة بنفس المدينة، وجميع إخوته يتمنون رؤية شقيقهم عبد العزيز الذي تدهورت حالته الصحية كثيرا في الآونة الأخيرة. لتسليط المزيد من الضوء على تنظيم هذا اللقاء الإنساني بين خليلي ولد حماتو الركيبي (الاسم الحقيقي لرئيس جبهة البوليساريو) ووالده وأشقائه، أجرت "المشعل" الحوار التالي مع رضا الطاوجني، رئيس جمعية الصحراء المغربية، صاحبة المبادرة الساعية لصلة الرحم بين أفراد عائلة لم ينعموا بلقاء حميمي مباشر منذ 1975. هل لا زال محمد عبد العزيز يخضع للعلاج بباريس، وكيف حاله الآن؟ لقد غادر محمد عبد العزيز المستشفى العسكري، حيث تلقى العلاج جراء معاناته من سرطان خبيث بعدما انتشر الورم في جميع أنحاء جسده، لكن حالته الصحية مازالت تدعو إلى القلق. ما هو مآل مبادرة لقائه بعائلته التي لم يرها منذ أكثر من ثلاثين سنة؟ نحن في طور الإعداد لتحقيق هذه المبادرة الإنسانية، ونحن بالضبط، في خضم استكمال الإجراءات الإدارية واللوجيستيكية، ونتقدم بخطوات ثابتة وفي ظروف جيدة جدا، آملين أن تتحقق صلة الرحم في نهاية الشهر الجاري. هل لجهات رسمية يد في هذه المبادرة وكيف تراها؟ لم تلعب أي جهة رسمية دورا يذكر في هذه المبادرة الإنسانية، إنها مبادرة تخص جمعية الصحراء المغربية، التي قامت بإخبار السلطات المغربية رسميا، وكان جوابها "أعانكم الله في مسعاكم الإنساني هذا الذي نتمنى أن يتحقق". ما الدور الذي تقوم به جمعيتكم بخصوص هذه المبادرة الإنسانية؟ وماذا تتوخى من ورائها؟ أولا نندد بما قام به مواطننا خليل ولد حماتو الركيبي (المدعو محمد عبد العزيز). ورغم أنه في خدمة النظام العسكري الجزائري ضد وطنه، قررنا مع ذلك العمل على إنجاح هذا اللقاء لدواعي إنسانية محضة، سعيا إلى تلبية رغبة عائلته التي ظلت متشبثة بمغربيتها. هل التقت جمعيتكم بمحمد عبد العزيز أو من ينوب عنه لتحقيق مرماكم؟ قبل الإعلان عن مبادرتنا الإنسانية، كانت هناك مرحلة إعدادية شملت لقاءات متفرقة مع أحد المقربين جدا من خليل ولد حماتو، وقد أدلى لنا بموافقته المبدئية حول قبول زعيم الانفصاليين الالتقاء بوالده بالديار الفرنسية (باريس) في إطار إنساني.