منذ ثلاثة أسابيع فتحت إذاعة "أصوات"، لصاحبها التهامي الغرفي، باب التصويت على الانترنيت تطلب فيه من المستمعين اختيار شخصية السنة بالمغرب. الإذاعة اقترحت أسماء من اعتبرتهم عشر شخصيات تميزت خلال سنة 2013 في مجالات الفنون والثقافة، الرياضة، الاقتصاد، المجتمع المدني والسياسة. نهاية الأسبوع المنفرط إتصل طاقم الإذاعة،عبر الهاتف والبريد الالكتروني، طالبا من عدد من الصحفيين والمختصين و أقرباء "المتنافسين" الحضور يوم 13 يناير على الساعة الخامسة والنصف الى شارع غاندي بالدارالبيضاء قصد إنجاح تظاهرة يعتبرها المشرفون على المؤسسة استثنائية. إلحاح طاقم التحرير أتى أُكْلَه وأمطار البيضاء الغزيرة لم تمنع الضيوف من تلبية الدعوة مساء الاثنين. خديجة الرياضي بملامحها الصارمة وحسن الفد بقفشاته المعهودة وأمامها محمد الناصري ممثلا لمكتب الرجاء، بعد خلافته للناطق الرسمي سمير شوقي الذي استقال حديثا، الكل حاضر في برنامج "ولاد البلاد شو" الذي ينشطه الممثل عبد الكبير حزيران في "بلاطو" ضاق بالحاضرين من صحفيين وأفراد عائلة المحتفى بهم المدعوين من طرف زملاء الغرفي. سناء الزعيم، مديرة البرامج بالإذاعة، سَرَّها تلبية الجميع للدعوة، مما دفعها لتوجيه التعليمات إلى طاقمها بإلغاء مداخلات بعض من ضيوفها والاقتصار على البعض موجهة الكلام الى مخرج البرنامج، سيف الدين البلغيتي بالقول "عطي لميكرو غير للهايج.. محفوظ ماشي مهم.."، قبل الاسترسال في تحديد الضيف المهم والضيف الأهم. حالة الارتباك في قُمرة الأستوديو لم تؤثر كثيرا على حرارة الأجواء وحميميتها داخل "بلاطو عبد الكبير" والشابة إعتماد سلام التي تدير الى جانبه البرنامج بكثير من السلاسة، حيث النقاش حول الرياضة و الكوميديا والحقوق وجد فضاءات للتقاطع. طرح المنشط سؤال مرتبطا بالتنافس والفوز على الحاضرين فكانت الإجابات متباينة. حسن الفد كان ذكيا في إجابته إذ قال إن مجرد حضوره الى جانب شخصية ذاتية من قبيل خديجة الرياضي وشخصية معنوية من قبيل فريق الرجاء البيضاوي يعتبر فوزا في حد ذاته.. أما الرياضي فقد حافظت على رسالتها، التي أرسلتها من المطار يوم قدومها من نيويورك حاملة الجائزة الدولية لحقوق الإنسان، فأجابت أن "فوزها، إن حصل، سيكون هدية للمعتقلين السياسيين بالسجون المغربية و على رأسهم سجناء حركة 20 فبراير.." لغة الرياضي، المنتقدة للسياسات العمومية في مجال حقوق الإنسان بالمغرب، قابلتها لغة المدير العام لفريق الرجاء البيضاوي الذي اعتبر فريقه فائزا "حتى و إن ذهبت الأصوات إلى خديجة أو حسن لأنهم مغاربة سَرَّهم فوز الرجاء من سيدنا الى الحقوقيين و باقي الفئات.." وفق جواب الناصري. عنما اقتربت لحظة الحسم، ارتفعت داخل االاستوديو موسيقى التشويق وغَيَرَ حزيران من نبرة صوته، بما يتماشى مع الموقف، في انتظار إعلان النتيجة التي كانت مكتوبة على ورقة بيضاء سلمت للمنشط. "الفائزة بشخصية السنة هي خديجة الرياضي.." يصيح حزيران تحت تصفيق الحاضرين و شعار "وا خديجة و المرضية و قالك الشعب و سير الله يرضي عليك.." هنأ الفد و لناصري خديجة على فوزها فخرج الجمع نحو قاعة قريبة حيث شربوا العصير و تناولوا الحلوى و أخذوا صورا تذكارية مع التذكار الذي سلم للحقوقية ثم الكوميدي فممثل الرجاء البيضاوي. الرياضي تصدرت نتائج التصويت بنسة 29 بالمائة متبوعة بحسن الفد بنسبة 24 بالمائة بينما جاء فريق الرجاء البيضاوي في الصف الثالث بنسبة 16 بالمئة. إدارة الإذاعة لم تعطي أرقاما حول عدد المشاركين حيث اكتفت إحدى الصحفيات بالرد، على سؤال حول الموضوع، بابتسامة عريضة. الشخصيات العشر المقترحة للتنافس حول اللقب اقتصرت في الثقافة والفنون على عبد الله العروي، المفكر المغربي الذي تصدر النقاش الوطني حول الدارجة وحسن الفد، الكوميدي المغربي الذي تميز بإنتاج "الكوبل" بمناسبة شهر رمضان الفائت، ثم فريق الرجاء البيضاوي في مجال الرياضة و معه كل من نوال المتوكل و درب الدفاع الحسني الجديدي عبد الحق بنشيخة، أما الاقتصاد فقد اختير فيه كل من نزار البركة و شكيب بنموسى بينما تم الاقتصار في مجال المجتمع المدني على جمعية "إنصاف" و الحقوقية خديجة الرياضي أما السياسة فقد تنافس فيها كل من حميد شباط و محمد ساجد. وحول سؤال تقهقر الرجاء الى المرتبطة الثالثة أجاب الناصري أن الأمر راجع لإقحام الفريق المتأخر في لائحة المتبارين حول لقب الإذاعة بينما أرجأ بعض الصحفيين الحاضرين السبب إلى إهتزاز صورة الرجاء بسبب التطورات الأخيرة التي عرفها مع قرارات التجميد واستقالة بعض وجوهه البارزة.