أججت التصريحات التي أدلى بها عبد اللطيف وهبي، وزير العدل، حول امتحان الأهلية لمزاولة مهنة المحاماة غضب الراسبين في الامتحان، مطالبين النيابة العامة بفتح تحقيق في الموضوع، بعدما استبعد وهبي هذا الخيار. وخاض عشرات من الراسبين في امتحان الأهلية لمزاولة مهنة المحاماة، صباح اليوم الثلاثاء أمام مقر البرلمان في الرباط، وقفة احتجاجية رفعوا خلالها شعارات منددة بنتائج الامتحان، معتبرين أن هذه النتائج "مشبوهة". وذهب المحتجون إلى القول إنهم لم يرسبوا في الامتحان بل "رُسبوا"، وأنهم "تعرضوا لإقصاء ممنهج من حقهم في الولوج إلى مهنة المحاماة، بسبب عدد من الاختلالات التي عرفها الامتحان". وتفادى الراسبون في امتحان الأهلية لمزاولة مهنة المحاماة توجيه اتهام إسقاطهم بشكل مباشر إلى هيئات المحامين، مكتفين بالقول، في الكلمة التي ألقيت في مستهل الوقفة، بأنهم كانوا ضحية "إقصاء طبقي واجتماعي ومادي من طرف جهات معينة". وبالمقابل، اتهم المحتجون وزير العدل ب"التلاعب في الإعلان عن نتائج الامتحان"، و"استهدف شريحة الإجازة بالخصوص وإقصاء طلبة سلك الدكتوراه بداعي عامل السن"، معتبرين أن "تناقضات الوزير تسقط بشكل تام؛ لأن من تناقضت أقواله سقطت دعواه". وأضافت إحدى مؤطرات الوقفة: "يحز في أنفسنا أن نتعرض للإقصاء الطبقي والمجتمعي. لا نتهم أحدا، ونطالب فقط بحقنا في المساواة"، مضيفة: "لقد تفاجأنا باعتماد نظام "ناقص واحد" في التنقيط، وهذا لا يعمل به سوى من يملك عقلية التمييز، ونطالب النيابة العامة بفتح تحقيق في الموضوع". وكان عبد اللطيف وهبي، وزير العدل، قد صرح بأنه لن يأمر بفتح أي تحقيق حول امتحان الأهلية لمزاولة مهنة المحاماة؛ "لأننا لسنا بصدد جريمة لكي نفتح تحقيقا". كما رفض المسؤول الحكومي ذاته الاتهامات الموجهة إليه بخصوص خضوعه لضغط هيئات المحامين لتقليص عدد الناجحين في الامتحان. وأقر وهبي بأنه تعرض فعلا لضغوط من أجل ألا يتجاوز عدد الناجحين 500 أو 600 ناجح، وأن اللائحة الرسمية الأولية للناجحين ضمت فقط 800 ناجح، قبل أن يتدخل لرفعها إلى 2081، معتبرا أنه "خاض حربا" مع المحامين من أجل رفع عدد الناجحين. في المقابل، يرفض الراسبون ما جاء على لسان وزير العدل، معتبرين أن "الحجج التي قدمها ضعيفة وباطلة، وأن إقصاءنا تم بمعايير اعتمدها الوزير وبعض الجهات". وتعليقا على تصريح وهبي بشأن نجاح ابنه في امتحان الأهلية لمزاولة مهنة المحاماة، بقوله "ولدي عندو جوج إجازات ودرس في كندا، وباه لباس عليه خلص عليه"، قال الراسبون في الامتحان: "نحن أيضا لنا أب عظيم هو جلالة الملك"، معتبرين أن "طلبة الجامعات المغربية أكفاء، ولا يمكن مقارنة شهادات جامعاتنا مع جامعات أي دولة كانت".