يستمر موضوع مشاركة المنتخب الوطني المغربي لكرة القدم لأقل من 23 سنة في تحفيز مزيد من ردود الفعل بخصوص الشرط الذي وضعته الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، القاضي بالسماح لطائرة المنتخب بالمرور المباشر من المغرب إلى الجزائر عبر أجواء البلدين. ولم يتأخر الرد الجزائري على الطلب المغربي، وجاء بصفة رسمية على لسان رشيد أوكالي، رئيس لجنة تنظيم "شان الجزائر 2023′′، الذي تفاعل مع ما أسفر عنه اجتماع المكتب المديري للجامعة الملكية المغربية لكرة القدم أول أمس الثلاثاء 27 دجنبر. وقال رشيد أوكالي، في مؤتمر صحافي عقده أمس الأربعاء، إن "دفتر الشروط الخاص بتظاهرة رياضية مثل بطولة إفريقيا للاعبين المحلّيين، ينص على أن مُستضيف المنافسة مُلزم بتأمين تنقلات وفود المنتخبات المُشاركة داخل التراب الوطني فقط (كأن ينتقل من العاصمة إلى قسنطينة أو وهران أو عنابة، أو العكس)". وتابع رئيس لجنة "تنظيم كأس إفريقيا للاعبين المحليين 2023" المرتقب تنظيمها في مدن جزائرية عدة بين 13 يناير و4 فبراير المقبلين، بأنه "لا توجد عبارة توفير خط جوّي مباشر"، موضحا أن "أغلبية المنتخبات المُشاركة ستحل وتنتقل إلى الجزائر قادمة من بلد آخر، وليس عبر خط جوي مباشر ينطلق من بلدها". واختتم رئيس لجنة تنظيم "شان" الجزائر 2023 بأن "هيئته تلتزم بِاستقبال حارّ للمنتخبات المُشاركة، وتوفير كل الإمكانيات المطلوبة حتى تكون ظروف الإقامة جيدة بالجزائر، وذلك بمجرد قدومها إلى أرض الوطن". وكان المكتب المديري للجامعة الملكية المغربية لكرة القدم قد ربط المشاركة في بطولة إفريقيا للاعبين المحلّيين، بفتح خط جوي مباشر في وجه طائرة الخطوط الملكية المغربية التي ستنقل المنتخب المغربي لأقل من 23 سنة بين العاصمة المغربية الرباط ومدينة قسنطينةالجزائرية المحتضنة لمبارياته في منافسات هذه البطولة مطلع العام الجديد. واستأثرت ظروف استقبال المنتخب الوطني المرتقب مشاركته في "شان الجزائر 2023′′ بحيز كبير من اجتماع المكتب المديري للجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، الثلاثاء، بمركب محمد السادس بالمعمورة، ضواحي سلا، مع التذكير بمراسلة الكونفدرالية الإفريقية للعبة ذاتها بخصوص "احترام بنود دفتر التحملات لاستضافة البطولات الإفريقية فيما يخص تسهيل ظروف المنتخبات المشاركة في البطولة". وفي حالة عدم إقرار خط جوي مباشر إلى مدينة قسنطينة، التي ستستضيف مباريات النخبة المغربية في هذه البطولة، عبر رحلة مباشرة انطلاقا من العاصمة الرباط بطائرة خاصة للخطوط الملكية المغربية الناقل الرسمي للمنتخبات الوطنية، فقد قرر المكتب المديري بالإجماع عدم المشاركة في هذه البطولة. "عقيدة العداء ضد المغرب تزايدت وتيرتها مع الإنجاز الكروي التاريخي للمنتخب الأول في نهائيات مونديال قطر 2022′′، يسجل خالد شيات، الخبير في العلاقات الدولية الذي أكد أن "الأصل هو مشاركة الفريق المحلي المغربي لكرة القدم بشكل مرحب به، كما تقتضي ذلك أعراف الترحيب في التظاهرات الرياضية بعيدا عن حسابات السياسة". وقال الأستاذ الجامعي ذاته في تصريح لهسبريس: "يُفترض أن مشاركة وزير الخارجية المغربي في القمة العربية الأخيرة في نونبر الماضي كما هو سفر المنتخب المغربي للمشاركة في بطولة قارية، يجب أن تكون أمورا بعيدة عن حسابات السياسة والصراع الدبلوماسي"، لكن "النظام الحالي الذي وضع تبون كواجهة له، يعد نظاما انفعاليا". وخلص شيات إلى أن "الجزائر ستُصرّف الطلب المغربي والشرط السيادي بتوفير خط جوي مباشر لرحلة منتخب الشان في الإعلام كما لو أن المغرب يستجديها لفتح الأجواء أمام طيرانه المدني، بينما الحقيقة أبعد ما تكون عن ذلك".