فتحت واقعة "احتيال سائق مراكش" على سائح أجنبي معروف على منصات التواصل الاجتماعي الباب أمام شهادات عديدة تناقلتها المجموعات الافتراضية بخصوص تجاوزات تعرض لها مغاربة من طرف سائقي سيارات الأجرة الصغيرة. ونقلت شهادات رقمية اطلعت عليها هسبريس مشاكل عديدة استعرضها مواطنون من مدن متفرقة؛ بعضها مرتبط بعدم احترام التسعيرة المحددة أو سوء المعاملة المتعلقة بالسلوك أو فرض التوجه إلى أماكن لا يقترحها الزبون، وغيرها من المشاكل التي تعتري يوميات مستقلي "الطاكسيات". ويتذمر مواطنون من غياب الزجر عن عديد من السلوكيات المرفوضة؛ لكن في المقابل تؤكد النقابات المهنية أن غياب ثقافة الشكاية يصعب من مأمورية تنظيم القطاع الذي يشهد أعطابا متراكمة منذ زمن، معترفة بوجود سائقين يمارسون تجاوزات غير مقبولة. وعلى الرغم من المراقبة الأمنية، فإن بوابات محطات النقل الطرقي والمطارات تعتبر نقاطا سوداء، حيث يفرض العديد من سائقي سيارات الأجرة وجهات وأسعارا محددة رافضين العمل بالطريفة العادية والالتزام بالوجهة التي يرغب فيها الزبون. وإلى جانب الصدام مع الزبناء، انتشر العديد من الأشرطة على مواقع التواصل الاجتماعي، خلال الأيام الماضية، توثق للمناوشات بين سائقي سيارات الأجرة الصغيرة والتطبيقات الذكية بشوارع مدن متفرقة؛ وهو ما أعاد موضوع التطبيقات الذكية للنقل الخاص إلى واجهة النقاش العمومي. محمد النويني، الكاتب العام للكونفدرالية العامة لسائقي سيارات الأجرة الصغيرة، أورد أن "السائق يجب أن يعتبر نفسه سفيرا للمدينة والبلاد"، مؤكدا أن "البعض يتجاوز القانون والتسعيرة التي حددتها مصالح العمالة، على الرغم من منحه رخصة الثقة". وأضاف النويني، في تصريح لهسبريس، أن "سائق سيارة الأجرة بمثابة موظف دولة ويمارس مهنة شريفة"، مشيرا إلى أن "واقعة مراكش مرفوضة؛ لكن التشهير بالسائق كذلك لا يليق"، مطالبا أي متضرر ب"سلك الطرق القانونية والتوجه نحو مصالح العمالة والقضاء". وسجل المسؤول النقابي أن التأطير يغيب عن سائقي سيارات الأجرة، خصوصا من لدن الجمعيات المهنية والنقابات. أما بالنسبة للدولة فهي تقوم بدورها، وتوضح بالملموس التسعيرة وطريقة العمل في مختلف تفاصيله. وأردف النويني، ضمن التصريح ذاته، أن السائقين يحتاجون تذكيرهم بما لهم وما عليهم، مشددا على أن نقابة الرباط تستعد لمراسلة ولاية الأمن لتشديد المراقبة على نقطة محطة القطار، مؤكدا أنها تشهد تجاوزات كثيرة وجب التدخل لإيقافها بشكل رادع. تجدر الإشارة إلى أن مصالح قسم الشؤون الاقتصادية والتنسيق بعمالة إقليممراكش أوقفت، يوم الخميس الماضي، سائق "طاكسي" من الدرجة الأولى بصفة نهائية عن العمل، بسبب تعريضه سائحا بريطانيا للنصب والابتزاز.