تُسابق الجزائر الزمن من أجل إنهاء أشغال تجهيز المعبر الحدودي مع موريتانيا بهدف منافسة معبر "الكركرات" الذي يعد شريان المبادلات التجارية بين المغرب وغرب إفريقيا، حيث كثف عدد من الوزراء الجزائريين الزيارات الرسمية إلى "بلاد شنقيط" في الأيام الماضية لاستكمال المشروع. وأكدت الجزائر أن الدراسات التمهيدية والتفصيلية لهذا المشروع، الذي يبلغ طوله 773 كيلومترا من الحدود المشتركة مع موريتانيا صوب مدينة الزويرات، ستنطلق في الأيام القليلة المقبلة؛ ويربطه "قصر المرادية" بمبرر "تعزيز المبادلات الاقتصادية مع تونس وليبيا ودول الساحل". وسبق أن أطلقت الجزائر خطا بحريا خاصا بالتصدير نحو موريتانيا، في خطوة اعتبرت بمثابة مزاحمة لمعبر "الكركرات" الذي يربط المغرب بعمقه الإفريقي؛ لكن هذا الخط البحري ظل حبيس الورق، ولم تفلح من خلاله الجزائر في تعويض المسالك البرية لنقل البضائع والسلع. ويعتبر معبر "الكركرات" أكبر نقطة حدودية برية في المغرب من حيث النشاط التجاري، حيث تمر عبره مئات الشاحنات ذهابا وإيابا بصفة يومية وتحمل السلع والبضائع من طنجة والدار البيضاء وأكادير صوب العديد من البلدان الإفريقية، لا سيما بغرب ووسط إفريقيا. في هذا السياق، قال عبد الواحد أولاد ملود، باحث سياسي في الدراسات الأمنية والدبلوماسية، إن "المحادثات المشتركة بين الجزائروموريتانيا في السنوات الأخيرة حول المعبر الحدودي تسعى إلى عزل المغرب، من خلال البحث عن بوابة حدودية جديدة لتصدير المنتجات إلى القارة الإفريقية". وأضاف أولاد ملود، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن "الجزائر لن تنجح في تعبيد الطريق الرابطة بين تندوف والزويرات بسبب انتشار الجماعات الإرهابية والشبكات الإجرامية بهذه المنطقة"، مشيرا إلى "أن تلك الطريق عرفت حوادث الخطف التي راح ضحيتها السياح الأجانب". وأردف بأن "الطريق سالفة الذكر عبارة عن مسالك وعرة يصعب مراقبتها من الناحية الأمنية"، مبرزا أن "الجزائر حاولت خلال أزمة الكركرات نقل الخضر والفواكه إلى إفريقيا عبر هذه الطريق؛ لكن الرحلة استغرقت أزيد من أسبوع"، مؤكدا أن "المغزى من هذه التحركات هو لفت الأنظار إلى المعبر الحدودي الجديد". وخلص الباحث عينه إلى أن "الطريق الحدودية التي تربط الجزائربموريتانيا وغرب إفريقيا تشهد انفلاتا أمنيا، بسبب تنامي نشاط الجماعات الإرهابية والتنظيمات الإجرامية؛ وهو ما لن يسمح بتعبيد الطريق"، خاتما بأن "تشييد المعبر الحدودي لن يعزل المغرب أبدا؛ لأن موقعه الاستراتيجي يتيح له التفوق في هذا المجال، بسبب إنشائه لموانئ عديدة بالشمال والجنوب، بالموازاة مع الدينامية التجارية بالكركرات".