في ظل تزايد النشاط التجاري بين المغرب، ودول غرب إفريقيا عبر بوابة الكركرات، الرابطة بينه وموريتانيا، باتت الجارة الشرقية الجزائر تسارع الخطى، من أجل بث الحياة في معبرها الحدودي مع موريتانيا. وأعلن السفير الجزائري في نواكشوط، نورالدين خندودي، عن قرب التوقيع على الاتفاقية المنشئة "للجنة الثنائية الحدودية" الموريتانية الجزائرية. وقال خندودي، في مقابلة مع وكالة "الأخبار" الموريتانية، إن هذه اللجنة ستعنى بالتعاون الاقتصادي، والثقافي، والأمني في المناطق الحدودية المشتركة، مضيفا أن ذلك سيتم في "انتظار الخطوة الحاسمة الخاصة بإنجاز الطريق الاستراتيجي بين تندوف، والزويرات (حوالي 900 كلم)، بحجة تغيير ملامح المنطقة، وفك عزلتها، والترويج الاقتصادي. وتحدث السفير عن حصيلة إنشاء المركزين الحدوديين "PK 75" على الجانب الموريتاني، و"الشهيد مصطفى بن بولعيد"، على الجانب الجزائري، وقال إنه مكن من عبور المئات من الشاحنات التجارية في الاتجاهين، علاوة على أآلاف المسافرين من جنسيات مختلفة. والسفير الجزائري لم يفوت فرصة ظهوره الإعلامي في موريتانيا، لمهاجمة المغرب، عندما طرح عليه سؤال حول التطورات الأخيرة لمعبر الكركرات، إذ اتهمه بتحويل "ثغرة" في "الجدار الرملي" إلى "منفذ"، ثم تطويره إلى "معبر"، معتبرا أن هذا الأخير "من إنشاء المهربين، وتجار المخدرات". يذكر أن موريتانيا كانت قد أعلنت المنطقة الحدودية مع الجزائر منطقة عسكرية، بسبب المخاطر الأمنية فيها، وانتعاش التهريب، ما استدعى إخراج المعبر البري للوجود، والسعي إلى ربطه بمدينة الزويرات الموريتانية، لتعزيز الحركية الاقتصادية فيه. ومحاولة بث الحياة في المعابر الرابطة بين موريتانيا، والجزائر، تأتي بعد أشهر قليلة من الإزمة، التي خلفها إغلاق معبر الكركرات، الرابط بين المغرب، وموريتانيا، حيث لم تتمكن الجزائر من سد الخصاص، الذي خلفه غياب المتتوجات المغربية عن الأسواق الموريتانية. ومن جانب آخر، سبق للمغرب أن كشف نيته فتح معبر حدودي جديد مع الجارة الجنوبية موريتانيا، وهو الخبر، الذي لم يرق الجزائر، فيما خرج انفصاليو "البوليساريو" للتلويح بنيتهم في عرقلته إذا ما تم تنفيذه. وقال عبد القادر اعمارة، وزير النقل واللوجيستيك، في تصريح لقناة العيون، قبل أشهر، إن المغرب يفكر في معابر حدودية جديدة مع موريتانيا، ليعزز موقع الأقاليم الجنوبية كحلقة وصل للربط بين المملكة المغربية شمالا، وغرب إفريقيا، تعزيزا للروابط الاقتصادية، والثقافية، والسياسية بين المنطقة، والعمق الإفريقي للمغرب. وتصريحات اعمارة، التي كشفت نية المغرب في إحداث معبر حدودي جديد مع موريتانيا، اعتبرها السياسيون في الجارة الشرقية محاولة من المملكة لمنافسة المعبر الحدودي الأخير، الذي فتحته موريتانيا مع الجزائر، على الرغم من أنه فتح، أساسا، لأسباب أمنية في المنطقة، وسط ضعف نشاط المبادلات التجارية عبره، مقارنة مع المعبر المغربي/ الموريتاني، الكركارات.