فجأة..تم عزل عمدة مكناس السيد بلكورة من منصبه..!! "" غني عن الذكر أن قضية العمدة أصبحت حديث الساعة في هذا البلد.. و عرفت سجالا حادا وتلاسنا على صفحات الجرائد بين الصحافيين من كلتا الجهتين..المتأسلمين و الحداثيين..!! ما علينا..السيد العمدة الورع التقيّ –الذي ينتمى لحزب العدالة و التنمية- انفضح أمام الرأي العام شئنا أم أبينا..و اتضح أنه يملك مقاولة عقارية ضخمة تديرها السيدة زوجته ..!! عجيب فعلا ..!! لكن الأعجب هو أن هذه المقاولة تمارس عملها بشكل غير قانونى منذ سنوات.. مما أدخل السيد العمدة- حين تفجرت الرمانة- في قضايا شطط و استغلال للنفوذ وما إلى ذلك من "المصطلحات" التي قد تضمن له بضع سنين محترمة في السجن إذا ما توبع قضائيا ..وهذا أمر مستبعد طبعا بالنظر إلى تاريخ المخزن العريق في التعامل مع الفاسدين.. لابد من الإشارة أيضا أن القانون المغربى صريح في هذه المسألة.. إذ يمنع على العمدة منعا كليا مزاولة أي نشاط تجاري داخل دائرة نفوذه.. لكن.. بما أن القضية المنفضحة تتعلق بشخص من حزب العدالة والتنمية.. والموضوع فيه عقارات و أبنية و شقق و بالتالي قروض بنكية وبلاوي زرقاء ..فإننا نتذكر مضطرين واقعة استضافة الحزب نفسه لشيخ الأزهر الكبير "يوسف القرضاوي" بمدينة مكناس قبل 3 سنوات.. طبعا الكل يتذكر المحاضرات الدينية التي كان يوزعها الشيخ بسخاء في أرجاء العاصمة الإسماعيلية على مسامع المواطنين واليافعين من شبيبة حزب العدالة و التنمية ..إلا أن الأمر الذي يهمنا هنا - أثارته الصحف بشدة آنذاك- هو فتواه الشهيرة التي تحلل الاقتراض من البنك لأجل شراء شقق للسكنى..!! .. حيث صرح آنذاك وعيناه مغرورقة بدموع الإيمان أن المسألة –أي الاقتراض- لا علاقة لها بالربا أو بأي شئ من هذا القبيل..بل هي حلااااال طيب.. لأن المواطن المغربى المسكين يكون – بتعامله مع البنك- في حكم المضطرّ.. يعني..حسب القرضاوي.. –لاحظوا معي أنه استضيف في مكناس- لا بأس للمواطن من "قرض" أو "كريدي" يلتف حول رقبته أبد الدهر بفائدة خيالية على أن يكون هدفه هو اقتناء شقة وليس شيئا آخر لأنه سيكون "مرابيا" في تلك الحالة.. و الربا حرااام كما هو معروف.. والآن..وبعد أن انفضح السيد العمدة المكناسي بالطبل البلدي وعلم الكل أنه يملك ما يملكه من شقق للسكن و عقارات و فلوس بالهبل.. اتضح جليا السبب الرئيس الذي دفع حزب العدالة لاستدعاء الشيخ القرضاوي من مصر إلى المغرب سنة 2006..!! وتبين بما لا يدعو للشك أنه أتى خصيصا فقط ليفتى -بعلم أم بدون علم- بإنعاش مقاولة السيد العمدة المكناسي.. و ليقنع الناس المترددين في التعامل مع البنوك لسبب ديني بالتوكل على الله و أخذ شقة كريدي و "في بطنهم بطيخة صيفي من ناحية علاقتهم بربنا" بلغة الشيخ القرضاوى..والحسّابة بتحسب.. ترى.. ماهو الثمن الذي قدمه حزب العدالة و التنمية للشيخ القرضاوي لتقديم مثل هذه الفتوى؟..تلك الفتوى التي أدرت أرباحا فلكية على السيد العمدة المكناسى في وقت وجيز؟ [email protected]