تشهد المملكة خلال هذه الأيام تساقطات مطرية مهمة، يُنتظر أن تستمر إلى غاية نهاية الأسبوع الجاري، وسيكون لها تأثير إيجابي على حقينة السدود التي شهدت انخفاضا غير مسبوق، وعلى الموسم الفلاحي. وإضافة إلى التساقطات المطرية، ستشهد المرتفعات التي يزيد علوها عن 2000 متر تساقطات ثلجية تتراوح ما بين 30 و70 سنتمترا، ابتداء من اليوم الخميس، وإلى غاية مساء غد الجمعة. وستهم التساقطات الثلجية المرتقبة مدن إفران، وبني ملال، وبولمان، وتازة، وأزيلال وميدلت، بحسب نشرة إنذارية بثتها وزارة التجهيز والماء. ورغم أن هطول الأمطار تأخر نوعا ما هذه السنة فإن حدوثه خلال هذه الفترة، وتوقع قدوم أمطار خلال الأيام المقبلة، سيكون له أثر جد إيجابي على مستوى تحسّن حقينة السدود والمياه الباطنية، وكذلك على المستوى الفلاحي. وتحسّن المعدل العام لحقينة السدود على المستوى الوطني بفضل الأمطار التي تهاطلت خلال الأسبوعين الأخيرين، ليصل إلى 26 في المائة، بعدما كان في السابق يتراوح ما بين 23 و24 في المائة. وأفاد محمد بن عبو، الخبير في الهندسة البيئية وتغير المناخ، بأن حقينة سدود المملكة وصلت، لأول مرة، مقارنة مع الشهور السابقة، إلى 4 ملايير متر مكعب، بعدما كانت تتأرجح في السابق بين 3.7 و3.8 ملايير متر مكعب. وأوضح بن عبو، في تصريح لهسبريس، أن حقينة السدود ستتحسن خلال الأيام المقبلة، بفضل المنخفضات الرطبة المرتقبة، التي يُتوقع أن تأتي بمزيد من التساقطات المطرية. ويعاني المغرب منذ سنتين من عجز في الموارد المائية نتيجة توالي سنوات الجفاف، أثّر على الخزان المائي الباطني (المياه الجوفية)، والسطحي (مياه السدود والأنهار). وتأتي التساقطات المطرية الحالية لتقلل من المخاوف التي سادتْ بشأن احتمال اللجوء إلى قطع مياه الشرب عن البيوت في المدن الكبرى، بما فيها العاصمة الرباط، خلال الصيف المقبل، في حال استمر انحباس المطر. وعلى المستوى الفلاحي، اعتبر محمد بن عبو أن الأمطار الأخيرة ستمكّن من تدارك ضعف الإنتاج الفلاحي المسجّل خلال الموسم الفلاحي الفارط، الذي اتسم بجفاف حاد، لاسيما مع توقع استمرار هطول الأمطار خلال الأيام المقبلة. واعتبر بن عبو أن الأمطار الحالية ستعود بنفع كبير على الزراعات البورية، إذ تمت زراعة ما بين 50 و60 في المائة منها.