قال مصدر جزائري مطلع إن استقدام الداعية المصري عمرو خالد إلى الجزائر، وفتح المجال له لإلقاء المحاضرات الدعوية في المساجد والمنتديات ووسائل الإعلام جاء بقبول من الجهات الرسمية. "" وأشار المصدر الذي رفض الكشف عن اسمه إلى أن عدداً من الجهات الإسلامية والمدنية كانت قد وجهت سابقاً دعوة للداعية الإسلامي عمرو خالد لكنه لم يستجب لها واشترط أن تكون الدعوة من الجهات الرسمية، وأكد أن قدومه الآن وظهوره على المنابر الدينية والإعلامية في الجزائر يشير إلى أنه يأتي برعاية رسمية. ولم يستبعد المصدر أن يكون السماح لعمرو خالد بالقدوم إلى الجزائر واللقاء بشبابها وشيوخها يأتي في ظرف سياسي تحتاجه الجزائر التي تستعد للانتخابات الرئاسية في أبريل المقبل، وتخوض آخر معاركها مع عناصر تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي. ومعروف عن عمرو خالد خطابه التربوي المرن البعيد عن التشدد والتعصب والتطرف، على حد تعبيره. لكن القيادي في الجبهة الإسلامية للإنقاذ الشيخ عبد القادر بوخمخم استبعد أن تكون لدعوة الداعية الإسلامي عمروخالد أي أبعاد سياسية لخدمة أي طرف أو ضد أي طرف آخر. وأكد أن الجزائر في حاجة إلى جهد كل الدعاة والغيورين على الإسلام لإرشاد الأمة وإعادتها إلى دينها. وقال "لقد بلغ الفساد والإفساد مبلغهما ليس في الجزائر وحدها وإنما في العالم العربي بأكمله، ونحن في حاجة إلى جهد كل الدعاة لإرشاد الشباب وإعادته إلى قيمه الدينية والحد من مظاهر الفساد، لأن المشكلة كبيرة للغاية ولعل الفضيحة الأخلاقية التي وقعت مؤخراً في السفارة الأميركية بالجزائر تعطينا الدليل على أن الأمة تحتاج إلى جهود علمائها لنصحها وإرشادها ومقاومة الفساد، ومن هنا نحن ننظر لزيارة عمرو خالد وغيره من العلماء بإيجابية ولا نرى فيها إلا خدمة للإسلام وقيمه، كما لا نعتقد أنها موجهة ضد أحد من الفاعلين السياسيين في الجزائر"، على حد تعبيره. وحمل بوخمخم مسؤولية شيوع مظاهر الفساد إلى النظام الحاكم في الجزائر، ونفى أن يكون للجبهة التي كانت قاب قوسين أو أدنى من الحكم في الجزائر مطلع تسعينات القرن الماضي دور فيه. وقال: "نحن لم نكن جزءاً من الإفساد بل كنا جزءاً من الإصلاح، والذين أوصلوا الأمة إلى هذا الكم من الفساد والإفساد هم أولئك الذين منعوا الأمة من حقها في التعبير السياسي والختيار الحر، وأشاعوا الفساد عن طريق سن القوانين ومنها تلك التي تمنع اللحية والحجاب وغير ذلك، فهم الذين أدخلوا البلاد في أتون هذه الصراعات، لكن لا يأس ولا تفريط، والشعب الجزائري مسلم شاء من شاء وكره من كره، ونحن بالمرصاد لكل من يحاول إفساد المجتمع الجزائري". وكان الداعية الإسلامي المصري عمرو خالد قد حث الأربعاء بالجزائر العاصمة الأئمة والدعاة على الابتعاد عن التشدد والتعنت في معاملاتهم مع الناس خاصة لدى توجههم إلى فئة الشباب. وأمام جمع من الأئمة والمرشدات الدينيات وفي محاضرة بدار الإمام تمحورت حول "صفات الإمام والداعية المؤثر" ركز الداعية على الفرق الكبير الموجود بين الإمام الذي يجعل من إقامة الحجة على الناس شغله الشاغل وذلك الذي يجعل من محبة الناس سبيلاً للوصول إلى قلوبهم وعقولهم. ونقل مصدر إعلامي رسمي عن عمرو خالد دعوته الأئمة والدعاة إلى "الابتعاد عن الطبيعة المتجهمة التي قد تؤدي إلى فقدان العاطفة والتركيز بدل ذلك على كسب ثقة الناس الشباب منهم على وجه الخصوص" وهو الأمر الذي من شأنه دفع الشباب إلى الرجوع إلى جادة الصواب والتوبة عما اقترفوه من آثام وأخطاء.