شكّلت احتفالات المغاربة اللافتة في مختلف أنحاء العالم بتأهل منتخبهم إلى أدوار متقدّمة من بطولة كأس العالم قطر 2022، آخرها حجز بطاقة التأهل إلى "المربّع الذهبي"، مفاجأة للكثيرين، لاسيما الفاعلين في الأحزاب السياسية –المتطرّفة في الغالب- وهو الأمر الذي ظهر جلياً في مدينة مليلية المحتلة. وتناقلت وسائل إعلام إسبانية محلّية تصريحات متفرّقة عن شخصيات سياسية، أهمها رئيس حزب الشعب، خوان خوسيه إمبرودا، ينتقد فيها الحضور اللافت للعلم المغربي في المدينة التي يصرّ ويبذل جهودا مضنية للتأكيد على "إسبانيتها"، وذلك بعد أن أظهرت المقابلة التي جمعت "أسود الأطلس" بمنتخب "لاروخا" حجم الحضور المغربي في الثغر المحتل. واعتبر إمبرودا في "تغريدة" على "تويتر" أن "الاحتفال بهزيمة إسبانيا هنا في مليلية من قبل عدة مئات من المواطنين المؤيدين للمغرب أمر مقلق للغاية". ولم يقف الأمر عند هذا الحد، بل عمد مسؤولو الثغر المحتل إلى رفع العلم الإسباني -لأول مرة- بمنطقة "ساوث دوك" على الحدود مع إقليمالناظور، الأمر الذي وصفه رئيس المدينة إدواردو دي كاسترو ب"التاريخي"، لأن "إسبانية سبتة ومليلية غير قابلة للتفاوض"، وفق تعبيره. لكن هذه "التغريدة"، التي سبقتها وتلتها أخرى مماثلة من شخصيات سياسية أخرى، من بينها مصطفى أبرشان، رئيس حزب التحالف من أجل مليلية، تصدّى لها الناشط السياسي والحقوقي المغربي المزداد بمليلية يحيى يحيى، بمقاربة وطنية، إذ أصرّ بعد المباراتين الأخيرتين للمنتخب المغربي على تخصيص تهان لمغاربة مليلية. ووصف يحيى، الذي عُرف بمناهضته احتلال المدينتين والجزر والصخور المغربية، هذه التصريحات، ب"الاستفزازات غير الضرورية التي تنم عن حنين إلى ماض سلبي وعنصرية عرقية تجاه مغاربة سبتة ومليلية". كما وّجه الرئيس السابق ل"مجموعة الصداقة الإسبانية المغربية بمجلس المستشارين" شكره للجالية المسلمة في مليلية على احتفالها بالتأهل التاريخي للمغرب إلى نصف نهائي مونديال قطر، من خلال التلويح بالعلم المغربي في ساحة إسبانيا، عارضاً مساعدته لحل مشاكلها الاجتماعية. وفي سياق متّصل، خلق محترف سابق في إحدى الرياضات القتالية، ونائب وزير الشباب السابق في مليلية المحتلة، يوسف قدّور، ذو الأصول المغربية، الحدث في وسائل الإعلام الإسبانية بعدما ظهر في المقاعد الخلفية لسيارة الملك محمد السادس حين نزل إلى شوارع الرباط للاحتفال بتأهل المنتخب إلى دور ربع النهائي على حساب المنتخب الإسباني. وتناقلت المصادر ذاتها شريطا يظهر فيه قدّور وهو يلبس قميص "أسود الأطلس"، واصفة إياه ب"أحد الحراس الشخصيين للملك"، ومذكّرة بظهوره إلى جانب محمد السادس في وقت سابق في باريس. وأشارت المصادر عينها إلى أن يوسف قدّور، الحائز على ميدالية مليلية الذهبية، قرّر منذ سنة 2020 الماضية التنافس في رياضته تحت ألوان راية المغرب، الأمر الذي أثار جدلاً واسعاً آنذاك.