خرجت ساكنة الناظور، مباشرة بعد فوز المنتخب المغربي لكرة القدم على نظيره الإسباني في المباراة التي جمعتهما ضمن منافسات كأس العالم، للاحتفال بهذا الإنجاز التاريخي الذي حققه "أسود الأطلس". وعمت أجواء الابتهاج مختلف الشوارع والأزقة والأحياء والساحات العمومية بالناظور، إذ انخرطت الساكنة سيرا على الأقدم وعلى متن العربات في مسيرات احتفالية اجتمعت في ساحتي التحرير وحمان الفطواكي وكورينش المدينة. وقامت العناصر الأمنية، بمختلف تلاوينها، على مستوى الشوارع والطرقات، بتأمين حركة المرور وتحرير بعض المسارات التي أغلقت بالحشود الغفيرة والتأهب الكامل لمنع أي أعمال شغب محتملة. وظلت الأوضاع، التي خلقها الاحتفال بفوز "الأسود" بالمدينة، عادية ومسيطرا عليها ما عدا تسجيل بعض المناوشات بين المحتفلين ووقوع حوادث سير طفيفة نتيجة الازدحام الشديد. وتعليقا على هذا الانتصار التاريخي، قال جمال باكوري، إطار رياضي ومدرب كرة قدم، إن "المقابلة كانت جد صعبة؛ بحكم طريقة لعب الإسبان وتحكمهم في الكرة وبناء اللعب، إذ بلغت عدد تمريراتهم حوالي ألف تمريرة، لكن بسالة الأسود وحكمة إدارة وليد لمجريات اللقاء حدّا من فعالية الإسبان، لتبتسم ضربات الجزاء للأسود المتعطشة إلى الفوز وتهدينا جميعا إنجازا تاريخيا سيكتب بمداد الفخر والاعتزاز". وأضاف المتحدث قائلا: "الأسود تزأر مرة أخرى بمونديال قطر بأقدام أبطال أشاوس، يحبون وطنهم ويموتون دفاعا عن ألوانه. لذلك، نوجه الشكر الجزيل إلى اللاعبين وإلى المدرب وإلى الطاقم الإداري والفني والجامعة الملكية؛ نشكر جميع أبطالنا الذين جعلونا نفتخر بالانتماء إلى وطن يسكننا قبل أن نسكنه". من جهته، علق عبد العالي الرحماني، فاعل جمعوي بالناظور، قائلا "انتصار الأسود، وإن كان صعبا للغاية على منتخب قوي عالميا وهو إسبانيا؛ فهو ليس غريبا ما دام اللاعبون أبانوا عن هذا المستوى العالي جدا، في أسلوب لعبهم وثقتهم القوية وتقنياتهم المتميزة". وأضاف المتحدث إلى هسبريس قائلا: "فوز الفريق الوطني هو فوز لكل مغربي ومغربية، وهو فوز لكل من فيه نخوة مغربية وروح تمغرابيت، ولكل مكونات الشعب المغربي على اختلاف لغتهم وثقافتهم ودينهم، وأيضا لملك البلاد.. نتمنى أن تستمر فرحتنا في تحقيق الانتصار في المقابلات المقبلة".