السلطات بصدد تفكيك خلية يرجح انتماؤها لتيار "السلفية الحركية" "" لم يُعرف بعد بالتحديد عدد الأشخاص الموقوفين في سياق تفكيك خلية وُصفت بأنها تنتمي إلى تيار يحمل اسم "السلفية الحركية". وكانت مصادر جيدة الاطلاع كشفت ل"الصباحية" أن عدد الموقوفين، خلال الأسبوع الماضي، بلغ 6 أشخاص، بينهم مغربي يدعى عبد الكبير بركة، كان حل بمطار محمد الخامس بالدار البيضاء، يوم الاثنين الماضي، قادما من سوريا التي أقام فيها حوالي 14 سنة. واتضح ل"الصباحية" أن السلطات الأمنية تواصل أبحاثها للتأكد من خلفيات وقناعات مغاربة أقاموا في سوريا أو العراق، في الوقت الذي جرى اعتقال مغاربة في سوريا خلال الأسبوع الماضي، لعلاقتهم بهذه الخلية المفترضة، وذلك في سياق تنسيق أمني مغربي سوري مؤكد في مجال مكافحة "الإرهاب"، وتفكيك الخلايا المتطرفة، أو تلك التي لا تخدم السياسات الكبرى لسوريا تحديدا. وينتظر أن تسلم السلطات السورية الموقوفين إلى نظيرتها المغربية بعد الانتهاء من الأبحاث والتحريات حول مجموع الأشخاص المُسجل عليهم تشكيل مجموعات تؤمن بأفكار تيار "السلفية الحركية". وأشارت المصادر إلى أن هذا التيار يختلف عن تيار "السلفية الجهادية"، في إباحته للجهاد في البلدان المستعمرة فقط، مثل فلسطين والعراق وأفغانستان. وكشفت معطيات توصلت إليها "الصباحية"، استنادا إلى مصادر مطلعة، أن من شأن تحريات السلطات الأمنية المغربية الكشف عن مدى صحة فرضية استعداد مغاربة يحملون أفكار "السلفية الحركية"، ل"الجهاد" إلى جانب "حماس" الحركة الإسلامية الفلسطينية المقاومة، وبالتالي تجريم مثل هذه القناعة، لأن عدم اعتبار الدول العربية والإسلامية "حركة حماس" بأنها منظمة إرهابية لا يعني السماح لمواطني هذه الدول بالقتال إلى جانبها، كما فعل مغاربة وعرب آخرون تأكدت مشاركتهم في القتال إلى جانب مجموعات تقاوم الاحتلال الأمريكي للعراق وأفغانستان. وحسب المصادر نفسها، ترمي التحريات نفسها إلى التحقُق من انتماءات هؤلاء، خاصة أن تنظيم القاعدة أعلن خلال الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، أنه أصبح يقترب يوما بعد يوم من "إخوانهم في فلسطين"، ما يحيل على أن أنصار القاعدة والمنتمين إليها ربما استقروا في شمال لبنان، وقد يكونوا تسللوا إلى الأراضي الفلسطينية باسم انتمائهم إلى تيارات أخرى من قبيل تيار "السلفية الحركية". إلى ذلك، تؤكد معطيات متوفرة وجود ثلاثة تيارات سلفية على الساحة في العالم الإسلامي، تختلف في تطبيق الأصول العامة للشريعة على أرض الواقع، فالسلفية الجهادية تؤمن بتوسيع مفهوم الجهاد، ومحاربة الأنظمة بالسلاح، والعمليات الإرهابية، أما السلفية التقليدية فتعلن ثقتها ببعض الأنظمة في العالم الإسلامي، بما أنها تقيم الحدود وتمنع المحرمات، فيما تختلف "السلفية الحركية" عن "السلفية الجهادية" بإيمانها بالجهاد في البلدان المحتلة فقط، مثل فلسطين والعراق وأفغانستان".