أعلن مجموعة من الصحافيين في يومية "المساء"، استقالتهم من الصحيفة اليومية الأكثر مبيعا في المغرب. "" وقال عبد الواحد ماهر، أحد الصحافيين المستقيلن من الجريدة وعضو المجلس الفيدرالي للنقابة الوطنية للصحافة المغربية،أن عدد المستقيلين قد يفوق العشرين صحافيا وتقنيا، في حين نفى المدير العام للمؤسسة سمير شوقي الخبر وقال إنه لم يتوصل سوى باستقالتين فقط، وأضاف أنه وافق عليهما. وبرر الصحافي ماهر ما سماه الاستقالة الجماعية ب"تغيير الخط التحريري ل"المساء" وقال لموقع إيلاف الإلكتروني "الخط التحريري شوه وحرف، ومدير نشر الجريدة رشيد نيني أصبح يزيل مواد الصحافيين بدون مبرر مهني" وأوضح ماهر أن هذا الأمر بدأ منذ ثلاثة أسابيع (بعد استقالة رئيس التحرير والمساهم في المشروع توفيق بوعشرين). وذهب الصحافي إلى القول أن الجريدة بدأت تتحول إلى جريدة "محابية للسلطة واتسعت المقدسات لتشمل شخصيات مثل عبد السلام أحيزون (رئيس مدير عام "اتصالات المغرب") ومحمد منير الماجيدي (مدير كتابة الملك) بالإضافة إلى مؤسسات كبيرة تابعة للدولة أو القطاع الخاص، وضرب الصحافي مثالا على هذا التخبط، مقالا أنجزه الصحافي حول منجم للذهب تابع لمجموعة "أونا"، إذ حذف مدير النشر، حسب الصحافي، المقال بعد أن وصل إلى المطبعة. وشبه ماهر ما يحدث ل"المساء" ب"تيتانيك التي صدمت الصخرة وبدأت تغرق، وأصحابها لا يدرون" وقال "قررت أن أقفز من السفينة قبل أن تدخل إليها الجردان وتسقط إلى قاع البحر". من جهته قال جمال اسطيفي، الصحافي الرياضي، إنه استقال من اليومية بعد "الطريقة غير اللبقة لمدير النشر مع الصحافيين" وأوضح أن نيني يتعامل معهم مثلما يتعامل رب معمل نسيج مع عاملاته، مضيفا أن الاستقالة الجماعية جاءت، كذلك، احتجاجا على الرقابة الممارسة على مقالاته، خاصة تلك المتعلقة بألعاب القوى. كما أضاف أن الإدارة الحالية تعاقب صحافيين لا لشيء سوى لعلاقتهم برئيس التحرير السابق توفيق بوعشرين، وأكد اسطيفي أن الصحافيين المستقيلين، كما أخبروني، سيغادرون إلى جريدة "أخبار اليوم" لصاحبها توفيق بوعشرين التي ستصدر بداية شهر مارس. هذه التهم يرد عليها المدير العام للمؤسسة، إذ يقول "نعرف من يحرك هذه الأشياء، هذا فعل صبياني، سنحمي "المساء" لأنها جريدة المغاربة، ما عدا ذلك فمجرد تفاهات". لكن جمال اسطيفي رد على ذلك، وقال هذا تبرير غير منطقي، نحن صحافيون أثروا في الرأي العام، لا يمكن أن يحركهم شخص واحد، لقد تغيرت "المساء". تأتي هذه التحولات في وقت تعيش فيه الصحافة المكتوبة بالمغرب، إذ من المتوقع أن تشهد الأيام القليلة المقبلة أكبر عملية تغيير، إذ من المتوقع أن تدخل مؤسسات كبرى إلى قطاع الصحافة المكتوبة.