تشرئب أعناق ملايين المغاربة صوب منافسات كأس العالم المقامة حاليا في قطر، سيما نحو المنتخب المغربي لكرة القدم، الذي يعلق عليه الكثيرون آمال التألق في دور المجموعات، والتأهل على الأقل إلى ثمن نهائي هذا الحدث الكروي العالمي. وبقدر ما تتوزع الآراء والمواقف حيال التشكيلة المثلى للمنتخب المغربي في مونديال 2022، بقدر ما هناك إجماع على تشكيلة أخرى يتعين على المغرب أن يهتم بها أكثر في كل وقت وحين، قبل وأثناء وحتى بعد المونديال. وهذه هي التشكيلة المقترحة: المدرب: حكومة عزيز أخنوش. المطلوب: تنزيل الوعود الانتخابية على أرض الواقع وبلوغ التنمية المنشودة. حراسة المرمى: منع تسجيل أي ملفات فساد إداري وسياسي واقتصادي، وتشكيل سد منيع أمام ظاهرة الريع بمختلف ألوانه وأشكاله. خط الدفاع: الدفاع عن كرامة وحقوق الفقراء، ومؤازرة المحتاجين وذوي الهشاشة الاجتماعية بمواجهة ارتفاع الأسعار التي تلهب جيوب المواطنين. خط الوسط: العناية بالطبقة الوسطى، باعتبارها صمام الأمان بالنسبة للاستقرار الاجتماعي، والتي تحدث التوازن بين طبقة الفقراء ونظيرتها من الأغنياء. خط الهجوم: تسجيل أهداف حاسمة في شباك "أعداء الوطن"، سواء من بني جلدتنا، الذين "يأكلون الغلة ويسبون الملة" وينتظرون زلات الوطن لينهشوا لحمه، أو خصوم الوحدة الترابية للمملكة. الجمهور: الشعب المغربي ينتظر تقديم عروض حكومية وسياسية في مستوى تطلعاته وآماله المشروعة. ومن أجل أن يلعب المنتخب المغربي بكل الشغف المشوب بالنجاعة والفعالية في منافسات المونديال ويتأهل إلى أبعد مدى في هذا الحدث الكروي الكبير، يجب عليه أن يأخذ بعين الاعتبار المعطيات التكتيكية التالية: في دور المجموعات يكفي أن يهزم المغرب في المباراة الأولى البطالة، خصوصا بطالة الشباب وحاملي الشهادات العليا وذوي الكفاءات والمهارات، وفي المباراة الثانية ينتصر على ألاعيب المفسدين، وفي الثالثة يمكنه أن يكتفي بالتعادل أمام متغيرات المناخ وتقلباته وأحوال الأسواق الدولية غير الثابتة. وبتأهله إلى دور الثمن، وفي مثل هذه المقابلة التي لا تقبل التعادل، يجب على منتخب المغرب أن يجد حلولا مبتكرة لمشاكل الصحة والتعليم، وأن يعتني بالبشر أكثر من عنايته بالحجر. وفي ربع نهائي المونديال، يمكن لمنتخب المغرب أن يضرب بقوة ويحرر طاقاته المكبلة من خلال الاهتمام بذوي الكفاءات والمواهب، والنأي عن التفاهات وأصحاب "المقالب". وبالتأهل إلى نصف نهاية كأس العالم، يمكن للمغرب أن يراهن على دعم وتكريس حرية التعبير والرأي والصحافة، قبل تأهله إلى النهاية، التي فيها يحقق آمال شعب يبدو مقهورا.. لكنه مع ذلك يبقى صابرا صامدا ينتظر وينتظر .. على أمل أن لا يطول انتظاره كثيرا مثل "غودو".