من خلال لعب جذاب لا يخلو من إثارة ومن خلال طموح ما فتئ يتعاظم يوما بعد يوم، يمني الجيل الجديد من اللاعبين البرازيليين الشباب النفس في أن يكون له شرف الاحتفال بالعصر الذهبي الجديد للسيليساو، وتحقيق الفوز بالكأس العالمية التي كانت من نصيب السحرة خمس مرات. تشكيلة المنتخب البرازيلي في هذه البطولة تبدو قوية، خاصة في المواقع الهجومية. أصبح فينيسيوس جونيور وأنتوني وماثيوس ونجوم صاعدون آخرون لاعبين أساسيين في مباريات المنتخب البرازيلي؛ مثل لوكاس باكيتا ورافينها، اللذين أثبتا للمدرب تيتي أنه يمكنه الاعتماد عليهما للفوز بأول كأس يتم تنظيمها في بلد عربي. ويراهن المدرب البرازيلي على هذه الدماء الجديدة لاستعادة صورة الفريق، الذي كانت نتائجه متأرجحة منذ جيل أصدقاء رونالدو نازاريو؛ ما أثار انتقادات شديدة من الجماهير البرازيلية، على أسلوبه العقيم في اللعب، على الرغم من النتائج الجيدة بشكل متقطع. لم يهزم منتخب السليساو منذ نهائي كوباأمريكا في أكتوبر 2021 (14 مباراة، 12 فوزا وتعادلان)، وسيطر على تصفيات أمريكا الجنوبية من البداية إلى النهاية. حجزت البرازيل تذكرتها إلى قطر بعد فوزها على كولومبيا 1-0 قبل انتهاء ست جولات، متقدمة على غريمها التقليدي الأرجنتين. منذ ذلك الحين، تمكنت البرازيل من استعادة الحس الهجومي وتخطي الأسلوب الفوضوي الذي ميز بطل كوباأمريكا تسع مرات. تيتي، الذي كان مغرما بالصرامة الدفاعية، انتهى به الأمر إلى التراجع عن تكتيكاته وإفساح المجال للشباب، الذين كان كثير منهم أبطالا للأولمبياد في طوكيو عام 2020. اللاعبون الجدد، الذين هم جزء مما يعرف في الصحافة البرازيلية بجيل 2000، يدركون بالتأكيد حجم الإرث الكروي لعملاق أمريكا اللاتينية الذين سيكونون سفراء له في قطر، حيث سيتعين عليهم إرضاء الجمهور البرازيلي التواق دوما لرؤية السيليساو على قمة منصة التتويج؛ لكن الأنظار ستتجه بشكل خاص إلى النجم نيمار، مهاجم باريس سان جيرمان، الذي قد يطيح ببيليه عن كرسي الهدافين في تاريخ المنتخب البرازيلي. مع 75 هدفا سجل منذ الظهور الأول في 2010، نيمار يفصله هدفين عن إنجاز الجوهرة السوداء. في البرازيل، هناك اعتقاد قوي بأن السيليساو لا يمكنه الفوز بكأس العالم إلا عندما يكون صاحب الرقم 10 قادرا على قيادة الفريق إلى مستوى عال من التميز. يعتقد بيبي ومينغالفيو وإيدو وريكاردو روشا، أبطال أعوام 1958 و1962 و1970 و1994 على التوالي، أن البرازيل هي المرشح الأكبر للفوز بمونديال قطر، حتى أمام أكبر المنافسين مثل فرنساوألمانيا. على الرغم من تضاؤل الاعتماد على نيمار، فإن مشجعي المنتخب يعرفون أن نيمار كان حاضرا مع البرازيل في 2014؛ لكن فريقهم أقصي على أيدي الألمان، وهو المصير نفسه الذي تعرض له ضد بلجيكا في 2018. سيكون فينيسيوس جونيور أيضا أحد العناصر الرئيسية في البحث عن التتويج السادس، حيث قال مهاجم ريال مدريد: "أريد أن أستمر على هذا النحو، أريد أن أواصل تأكيد نفسي مع المنتخب. الشيء المهم هو أن أرقى إلى مستوى مطالب تيتي". الجناح، الذي قدم موسما رائعا مع ريال مدريد، حيث فرض الرسمية داخل الفريق الملكي، استغل إصابة روبرتو فيرمينو مهاجم ليفربول قبل أسابيع قليلة ليتألق داخل السيليساو. وتظل البرازيل المرشحة للفوز بكأس العالم القطري من خلال الاعتماد منذ مدة على تطوير لعب جماعي؛ وذلك على حساب الهوية البرازيلية المعروفة بالمهارات الفردية. بعد عشرين عاما من آخر فوز باللقب، يبدو أن البرازيل تود الثأر لنفسها. في روسيا 2018، كانت من بين المرشحين للبطولة؛ لكنها تعرضت للهزيمة في ربع النهائي على يد فريق بلجيكي قوي كان لديه تطلعات خاصة به. في عام 2014، عند استضافة البطولة، تعرضت البرازيل للإهانة أمام جمهورها من قبل ألمانيا في نصف النهائي، حيث خسرت ب7-1 أمام الأبطال في نهاية المطاف. وضعت القرعة البرازيل، المتصدر بلا منازع في التصنيف العالمي، في المجموعة السابعة؛ وهي قرعة تعتبر مواتية للغاية من حيث فرصها في التأهل لدور الثمن. وستواجه البرازيل صربيا وسويسرا والكاميرون. سيبدأ البرازيليون مشوارهم ضد صربيا في لوسيل، حيث سيواجهون ألكسندر ميتروفيتش، لاعب فولهام، ودوسان تاديتش، لاعب أجاكس، اللذين تألقا مؤخرا مع نادييهما.