بحسرة كبيرة بادية على ملامحها، تحكي المواطنة المغربية نابة الموساوي العائدة من جحيم مخيمات تندوف عن المآسي التي تعانيها العائلات الصحراوية داخل هذه المخيمات. "" وفي محاولة لاسترجاع صور المعاناة، التي عايشتها على مدى 33 سنة، تؤكد السيدة نابة أن ما يعيشه السكان المحتجزون في هذه المخيمات يستعصي فعلا عن الوصف، فمآسي هؤلاء تتنوع ما بين الحرمان من أبسط الحقوق، إلى سوء المعاملة بل والتنكيل... وتوقفت هذه العائدة في شهادة لها على هامش ندوة نظمت أمس الثلاثاء بالرباط حول "وضعية سكان مخيمات تندوف في ضوء القانون الدولي الإنساني"، عند وضعية مجموعة كبيرة من الأسر التي تعاني "التشرذم" الذي أضحى سمة تطبع المعيش اليومي لسكان المخيمات. فقادة الانفصاليين، تضيف نابة العائدة ضمن مجموعة مؤتمر اكجيجيمات، يعمدون إلى ترحيل مئات الأطفال إلى معسكرات التدريب بكوبا، مع ما يترتب عن ذلك من معاناة نفسية وإنسانية شديدة بالنسبة لأسر بأكملها، كما لا يتورعون عن المتاجرة في المساعدات الإنسانية، الغذائية منها والطبية، لتحويل عائداتها إلى حسابهم. كما تحدثت السيدة الموساوي، الناشطة الجمعوية التي سبق لها أن اضطلعت بمسؤوليات في مجالات التعليم والتسيير المحلي داخل المخيمات، عن الحالة الصحية المزرية لساكنة المخيمات، ولاسيما معاناة سيدات عاينت وفاتهن وهن مشرفات على الولادة، بسبب النقص الكبير المسجل في الأجهزة الطبية والأدوية. معاناة المرأة ، تروي السيدة نابة، لا تتوقف عند هذا الحد، فالفتاة الصحراوية تغتصب برائتها، وهي التي تتعرض لظاهرة الزواج القسري، ناهيك عن الاشغال الشاقة الحاطة بالكرامة التي تجبر على القيام بها، في خرق سافر لكل الاتفاقيات والأعراف والمواثيق الدولية. ولم يفت هذه العائدة من المخيمات، التنديد بتشديد القيود على حرية التنقل والمرور من وإلى المخيمات، مبرزة الخطر الكبير الذي يتربص بكل من يحاول الفرار من "هذه السجون اللاإنسانية".