تطأطأت الرؤوس وارتفعت الأكف وصدحت الحناجر، طلبا للغيث بعد أن اشتدت الحاجة إليه بالمغرب، فعلت الأصوات بالدعاء بأن يحيي الله البلاد بأمطار الخير والخصب، وذلك بمناسبة أداء صلاة الاستسقاء، صبيحة اليوم الجمعة، بمختلف مساجد ومصليات عمالات وأقاليم المملكة. وتقدم الأطفالُ المنتسبون إلى الكتاتيب القرآنية الجموعَ التي أدت صلاة الاستسقاء في عدد من مدن البلاد، حاملين ألواحا خشبية مكتوب عليها آيات من الذكر الحكيم، تضرعا لله تعالى بأن يرحم عباده، ويسقي بلدهم بأمطار الخير النافعة، باعتبار أن الله يرحم القوم بصغارهم وضعفائهم وبهائمهم. وبالرغم من تسجيل قلة الأعداد الوافدة لصلاة الاستسقاء، بسبب أدائها في العاشرة صباحا، وهو وقت غير متيسر للكثير من الموظفين والتلاميذ والطلبة لحضور الصلاة، فإن المصلين توجهوا بأكف الضراعة إلى الباري عز وجل، بأن يمطر بلاده بشآبيب رحمته، وأن يستدر بجوده وعطائه وغيثه. وأكد أئمة المساجد والمصليات على "ضرورة التمسك بتعاليم الدين الإسلامي الحنيف، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وعلى أداء الفرائض الدينية حتى يتقرب العبد من خالقه برفع المظالم، وإتباع الأوامر، واجتناب النواهي، لتستقيم حياة المسلم ويتطابق إيمانه وسلوكه، فيحظى برضا الله وينعم عليه بخيراته ونعمه التي لا تعد ولا تحصى". وفي العاصمة الرباط أقيمت صلاة الاستسقاء، فضلا عن مساجدها العديدة، في مسجد حسان، حيث حج إليه المصلون متضرعين إلى الباري تعالى بالدعاء والاستغفار، يتقدمهم والي جهة الرباطسلا زمور زعير بالنيابة، عبد السلام بكرات، والأمين العام للمجلس العلمي الأعلى محمد يسف، ورئيس المجلس العلمي المحلي للرباط عبد الله كديرة، وشخصيات أخرى. وفي مدينة سلا انطلق الموكب الرسمي من ضريح سيدي عبد الله بن حسون، يتقدمه مجموعة من طلبة الكتاتيب القرآنية، حيث ابتهل الحاضرون إلى الله بالدعاء والاستغفار، ليتوجهوا بعد ذلك صوب مصلى المدينة حيث أدوا صلاة الاستسقاء. وكانت وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية قد أخبرت، يوم الأربعاء، بإقامة صلاة الاستسقاء في مختلف مساجد البلاد، يوم الجمعة، تنفيذا لتوجيهات الملك محمد السادس بصفته أميرا للمؤمنين، وهي العادة التي دأب عليها المغاربة كلما انحبس المطر وتأخر في النزول.