انتقد المفتي العام للسعودية الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ ، المروجين للمقاطعات التجارية لبعض المنتجات العالمية في السعودية ، ووصفهم ب "المطعطعين" (المتشددين في أمورهم الدنيوية والدينية) ، مؤكدا أن التبادل التجاري بين الدول جائز. "" وقال في محاضرة في جامع الإمام تركي بن عبدالله في الرياض نشرتها صحيفة "الحياة" اللندنية:"إنه من الواجب علينا الابتعاد عن الطعطعة ، فأنت تضر نفسك وتضر الناس ، والعالم الآن كالحلقة الواحدة لا يغتني بعضه عن بعض ، فالعالم كله كما يحتاجون لنفطك ، تحتاج أنت لسلعتهم ، والتهديد بالمقاطعات التجارية لبعض المنتجات لا يخدم شيئا" ، وأشار إلى أن التسرع في "التفسيق والتبديع والتكفير بهدف الانتقام وإساءة الظن مزلق خطر". وأضاف أن موضوع "التسرع في التفسيق" مهم وشائك لا ينجو منه إلا ذو علم راسخ ، وإيمان صادق في قوله وعمله ، ويجب التعامل مع الناس بما ظهر منهم من خير فنحبهم عليه ، وما ظهر منهم من سوء ومخالفة ، فنبغضهم على قدر ما ظهر منهم من مخالفة وأعراض. وفي سياق متصل استهجن المراقب العام لجماعة الإخوان المسلمين في الأردن همام سعيد تصريحات مفتي السعودية عبد العزيز آل الشيخ حول رفضه لمبدأ مقاطعة بضائع الدول الأجنبية التي تعادي العالم العربي والإسلامي. وحذر من أن الاستهزاء بالواجبات الشرعية غير جائز، وأشار إلى أن تطرق مفتي السعودية لأهمية التبادل التجاري بين الدول هو استشهاد في غير موضعه، إذ إن "العالم واسع وتوجد بدائل للتبادل التجاري صادرات وواردات وهذا سلاح لمرحلة وليس حكما دائما. وقال سعيد في تعقيب له إلى أن حرب الأعداء واجبة شرعا، والبعد الاقتصادي شكل من أشكال هذا الوجوب، وآيات الجهاد تتضمن جهاد المال إلى جانب جهاد النفس. وأشار سعيد إلى أن البعد الاقتصادي للحرب مستقر منذ عهد النبي صلى الله عليه وسلم عندما تصدى المسلمون لقوافل قريش التجارية إبان غزوة بدر الكبرى إضعافا للعدو وكسرا لشوكته، وأن مشروعية مقاطعة بضائع المشاركين في حرب المسلمين ثابتة المشروعية وعليها أدلة كثيرة.