رأى جيرارد بيكيه، المولود في برشلونة عام 1987، أن ذكرى كونه أحد أفضل المدافعين في تاريخ برشلونة لا يجب تلطيخها في نهاية مسيرته، ليقرر طي صفحة النهاية في مشواره كلاعب وهو في الخامسة والثلاثين من العمر، خلال مباراة ألميريا يوم السبت المقبل على ملعب كامب نو، بعدما أحرز 30 بطولة مع الفريق. وحقق بيكيه دوري الأبطال ثلاث مرات مع البرسا (روما 2009 ولندن 211 وبرلين 2015)، وبطولة الدوري ثماني مرات، وكأس الملك سبع مرات، ومونديال الأندية ثلاث مرات، وكأس السوبر الإسباني ست مرات، وكأس السوبر الأوروبي ثلاث مرات. وخاض بيكيه في المجمل 615 مباراة رسمية مع البرسا (ستكون 616 أمام ألميريا)، سجل خلالها 53 هدفا. وتجعله هذه الأرقام خامس أكثر اللاعبين مشاركة في المباريات في تاريخ البرسا مع الفريق الأول، خلف ليونيل ميسي (778) وتشافي (767) وسيرخيو بوسكيتس (694) واندريس انييستا (674). ويعد أيضا المدافع الأكثر مشاركة في المباريات في تاريخ الفريق الكتالوني، متفوقا على أساطير مثل كارليس بيول (593) وميجلي (550). وانضم بيكيه في 1997 إلى برشلونة، أي قبل 25 عاما، حين كان يبلغ من العمر 10 أعوام. والتقى في قطاع الناشئين مع الجيل الذهبي المسمى جيل 87، الذي ضم عناصر منحت جماهير البرسا بعد ذلك فرحة عارمة، وبخاصة ميسي. وكان ذلك الفريق يضم أيضا سيسك فابريجاس. وبعدها رحل اللاعب في 2004 إلى مانشستر يونايتد، حيث خاض معه 23 مباراة رسمية وسجل هدفين. ورغم عدم خوضه معه نهائي موسكو أمام تشيلسي في 2008، فاز بأول لقب تشامبيونز في مسيرته، وكذلك البريميير ليج وكأس الرابطة وكأس السوبر الإنجليزي. وقبلها، كان قد تمت إعارته في موسم 2006-2007 إلى ساراجوسا، حيث خاض 28 مباراة بين الليغا وكأس الملك وسجل ثلاثة أهداف. وحين عاد للبرسا في 2008، تزامنا مع قدوم بيب جوارديولا لتولي دفة الفريق، كان بيكيه يبلغ من العمر 21 عاما وحصل سريعا على مكانه في التشكيل الأساسي ليزامل كارليس بيول في فريق شق طريقه لكتابة التاريخ والفوز بالسداسية التاريخية. وكانت تربط بويول علاقة وطيدة بكل من بوجان كركيتش وكارليس بويول وسيسك فابريجاس وليونيل ميسي، ولكن العلاقة مع اللاعب الأرجنتيني أصبحت باردة في الفترة الأخيرة لليو مع البرسا. وقدم اللاعب أداء جيدا في الملاعب مع البرسا، باستثناء الموسم الحالي الذي تكررت فيه بعض الأخطاء المألوفة معه، وبخاصة في مباراة إنتر ميلان في كامب نو في دوري الأبطال. وتسبب هذا في توجيه انتقادات كبيرة إليه بسبب راتبه العالي في فترة يمر فيها النادي بأزمة مالية. ولم يكن حظ بيكيه مع المنتخب أقل مما كان عليه في البرسا. فقد فاز مع "لاروخا" بمونديال جنوب أفريقيا 2010 وكأس أمم أوروبا (بولندا وأوكرانيا 2012)، وارتدى قميص المنتخب في 102 مباراة وسجل له خمسة أهداف. ولكن بعد مونديال روسيا 2018، قرر الابتعاد عن المنتخب بعد جدل حول تأييده لاستفتاء تقرير المصير في إقليم كتالونيا. حقق بيكيه كل ذلك رغم أن حياته خارج الملعب كانت خاطفة للأضواء، بالنظر إلى كبر حجم أعمال شركاته، وكذلك بسبب بعض تصريحاته أمام وسائل الأعلام التي كانت ما تثير الجدل.