يتطلع عشاق الدوري الإسباني لجولة مثيرة في الأسبوع السادس من البطولة، حيث يتحفز إشبيلية لإكرام ضيافة المتصدر برشلونة بملعبه رامون سانشيز بيزخوان كما فعل مع حامل اللقب ريال مدريد، فيما يعود الاخير لدائرة مواجهاته النارية مع ديبورتيفو لاكورونيا، الذي سيحل ضيفا ثقيلا عليه في سانتياجو برنابيو. ففي المواجهة الأولى، التي تعد قمة مباريات الجولة، يأمل البرسا في مواصلة سلسلة انتصاراته بتحقيق الفوز السادس على التوالي في الليجا والحفاظ على سجل خال من الهزائم والتعادلات. كما أن المدرب تيتو فيلانوفا يمني نفسه الفوز في تلك المباراة والتالية في الكلاسيكو لتحقيق أفضل بداية في تاريخ البلاوجرانا في الدوري. لكن برشلونة سيصطدم بأقوى اختبار له بالليجا حتى الآن، بعد تغلبه على فالنسيا 1-0 بكامب نو، حيث سيواجه عملاق أندية الأندلس على ملعبه وبين جماهيره وهو في أفضل حالاته، واضعا في ذهنه الطريقة التي سقط فيها غريمه الريال على نفس الملعب في الجولة الرابعة حين خسر بهدف نظيف. ويعتلي الفريق الكتالوني القمة ب15 نقطة، حيث حصد العلامة كاملة من خمس انتصارات متتالية على ريال سوسييداد وأوساسونا وفالنسيا وخيتافي وغرناطة. أما إشبيلية فقد حقق انطلاقة رائعة مع مدربه ميتشل، هداف ريال مدريد السابق، حيث يحتل المركز الرابع بالتساوي مع مالاجا، ولكليهما 11 نقطة، وبفارق الاهداف فقط عن ريال مايوركا الثالث. وفاز فريق ميتشل على خيتافي وريال مدريد ولاكورونيا وتعادل مرتين مع غرناطة ورايو فايكانو دون أن يتجرع مرارة الهزيمة حتى الآن. وما يزيد تخوف البرسا هو غياب قلبي دفاعه الأساسيين كارليس بويول وجيرارد بيكيه، مما سيضطر فيلانوفا للدفع مجددا بالكاميروني أليكس سونج والأرجنتيني خافيير ماسكيرانو في الخط الخلفي، فضلا عن الشكوك حول مشاركة الظهير الأيسر البرازيلي أدريانو كوريا ومحور الارتكاز سرجيو بوسكيتس. لكن النبأ السار في معسكر البلاوجرانا يكمن في تعافي نجم خط الوسط أندريس إنييستا، أفضل لاعب في أوروبا، وإمكانية الدفع به في جزء من اللقاء، بجانب عودة الظهير الأيسر جوردي ألبا بعد اكتمال شفائه من نزلة برد حادة. ويعي البرسا جيدا أن أي تعثر من جانبه سيقلص فارق النقاط الثمانية الذي تفصله عن الريال، صاحب المركز السابع بسبع نقاط، جمعها من الفوز على غرناطة ورايو فايكانو وتعادل مع فالنسيا، وفي المقابل خسر مرتين امام خيتافي وإشبيلية. الميرينجي تحت إدارة مدربه البرتغالي المحنك جوزيه مورينيو يدخل لقاء لاكورونيا بصفوف مكتملة، بل يعاني من وفرة في البدلاء، كما أن الاوضاع الفنية أصبحت أكثر استقرارا بعد احتواء أزمتي حزن كريستيانو رونالدو واستبعاد سرخيو راموس من مباراة مانشستر سيتي الإنجليزي في دوري أبطال أوروبا. فالفوز الملحمي على السيتي رفع من معنويات الفريق، الذي حقق أول فوز خارج ملعبه هذا الموسم على جاره رايو فايكانو، في مباراة استعاد فيها راموس مكانه في التشكيل الأساسي. وأصبح مورينيو يفضل الوافدين الجديدين الكرواتي لوكا مودريتش والغاني مايكل إيسيان على الألمانيين مسعود أوزيل وسامي خضيرة في التشكيل الأساسي. وتعالت اصوات الجماهير المطالبة بعودة النجم البرازيلي ريكاردو كاكا بعد تألقه في المباراة الودية امام ميوناريوس الكولومبي (8-0) والتي سجل فيها هاتريك. واعترف مورينيو بأن أداء كاكا جعله يدخل اسمه في ذهنه، وأنه من المحتمل أن يدفع به لبعض الوقت امام ديبورتيفو، خاصة أن معنوياته مرتفعة بعد استدعائه لمنتخب البرازيل للمرة الأولى منذ مونديال جنوب أفريقيا 2010. وبالنظر الى لاكورونيا، العائد هذا الموسم الى الليجا، فقد قدم عروضا مميزة حتى الآن، فخسر في مباراة وحيدة امام إشبيلية في الجولة الماضية، وتعادل ثلاث مرات مع خيتافي وفالنسيا وغرناطة، وفاز على أوساسونا، ويحتل حاليا المركز العاشر بنقاطه الست، لذا فأنه لن يكون صيدا سهلا في البرنابيو. واعتاد لاكورونيا في السابق على نصب الافخاخ للريال، وخاصة في ملعبه رياثور الذي لم يفز عليه الفريق الملكي طوال 18 عاما، قبل أن يكسر النحس في 2010. وبعيدا عن قطبي إسبانيا، فإن الجولة السادسة ستشهد ايضا دربي إقليم الباسك بين أثلتيك بلباو وريال سوسييداد على ملعب الاخير أنويتا، وكلاهما لا يمر بفترة جيدة ويقبعان في المركزين 16 و14 على الترتيب. ومن بين اللقاءات المثيرة أيضا، إسبانيول وأتلتيكو مدريد في كتالونيا، فالأول يتذيل الترتيب في المركز قبل الاخير، فيما نجح ابطال دوري أوروبا والسوبر القاري باحتلال الوصافة بفارق نقطتين على برشلونة، بفضل النجم الكولومبي المتميز راداميل فالكاو. ويتصدر فالكاو ترتيب الهدافين بسبع أهداف، وبفارق هدف واحد عن حامل اللقب الأرجنتيني ليونيل ميسي. كما يستقبل مالاجا الرابع ريال بيتيس السادس في الأندلس، على أمل الاقتراب أكثر للقمة، فيما يحاول فالنسيا الاستفاقة سريعا بعد تقهقره الى المركز ال15 حين يستضيف ريال ساراجوسا ال12 في الميستايا. أما مفاجأة الليجا ريال مايوركا صاحب المركز الثالث فيخرج لملاقاة خيتافي ال17 بمدريد في مباراة معقدة. وفي باقي المباريات يلتقي غرناطة مع سلتا فيجو، وبلد الوليد مع رايو فايكانو، وأوساسونا مع ليفانتي.