قال ناصر بوريطة، وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، إن "حجم ونطاق التهديد الإرهابي في إفريقيا ليسا مطمئنين"، مؤكدا أن 48 في المائة من ضحايا الإرهاب على الصعيد العالمي هم من الأفارقة. وأوضح بوريطة، الذي كان يتحدث خلال الاجتماع الوزاري حول موضوع "التنمية ومحاربة التطرف كرافعة لمكافحة الإرهاب والتطرف العنيف" في إطار الرئاسة المغربية لمجلس السلم والأمن التابع للاتحاد الإفريقي، أن إفريقيا عانت عام 2021 من 7 آلاف و234 هجمة إرهابية راح ضحيتها 28 ألفا و960 ضحية، مؤكدا أن القارة "تشهد انتشارا غير مسبوق للجماعات الإرهابية مع 27 جماعة إرهابية مدرجة على قائمة عقوبات الأممالمتحدة". وأفاد المتحدث ذاته بأن "منطقة الساحل والصحراء أصبحت، في غضون عقد من الزمن، ثاني منطقة في العالم الأكثر تضررا من الإرهاب"، لافتا إلى أن "الأثر الاقتصادي للإرهاب في إفريقيا خلال السنوات العشر الماضية بلغ 171 مليار دولار؛ فيما زادت التكلفة الاقتصادية للعنف الإرهابي تسعة أضعاف منذ عام 2007". وتابع بوريطة قائلا: "يجب أن تدفعنا هذه الصورة القاتمة إلى تبني نهج شامل يكرس المزيد من الجهود للعوامل الكامنة وراء انتشار التطرف والإرهاب في قارتنا"، مردفا: "وبصورة أكثر تحديدًا، ينبغي أن توجه الطريقة التي نتعامل بها مع التهديد أربعة اعتبارات، وهي: عدم قدرة نموذج التنمية القارية على الاستجابة لاحتياجات المجتمعات الإفريقية الأكثر ضعفا، السلبية في مواجهة تسلل التيارات المتطرفة إلى المجتمعات الإفريقية الخارجة عن تقاليد التسامح والتعايش والحل السلمي للنزاعات المجتمعية، والتواطؤ، بل وحتى إنشاء الحركات الانفصالية التي لا تؤدي إلا إلى عدم الاستقرار. لم يعد بإمكان إفريقيا تجاهل حقيقة أن أكثر من 19 جماعة انفصالية تعمل على أراضيها". وشدد المسؤول الحكومي على أن "التكاثر الكامن لهذه الجماعات الانفصالية الآن يعمل على ترسيخ نفسه كمحفز حقيقي لعدم الاستقرار السياسي والأمني في القارة، من خلال التحالف مع، أو حتى استيعاب، أجندات وأساليب عمل الكيانات الإرهابية والإجرامية".