قال نزار بركة، وزير التجهيز والماء، إن التغيرات المناخية أفرزت إشكالا حقيقيا يتعلق بندرة الماء، وهو ما يتطلب وضع سياسة على المدى الطويل واتخاذ التدابير اللازمة لمواجهة هذه الإشكالية. وأوضح الوزير خلال مشاركته في ندوة بالدارالبيضاء، اليوم الأربعاء، أن ما يتم التركيز عليه من طرف الوزارة، هو حماية المواطنات والمواطنين من الفيضانات من خلال السدود الصغرى، مشيرا في هذا الصدد إلى إطلاق 129 سدا صغيرا ومتوسطا من أجل مواجهة هذه الإشكالية. ولفت المسؤول الحكومي ذاته، في هذا اللقاء الذي عرف مشاركة المدير العام للمكتب الوطني للماء والكهرباء، ورئيس جهة الدارالبيضاءسطات، وممثل للاتحاد العام لمقاولات المغرب، إلى أن الوزارة تشتغل أيضا على حماية المواطنين من ندرة المياه، مؤكدا أنه يتم العمل على مواصلة بناء 16 سدا من السدود الكبرى، وذلك بغاية الوصول إلى إمكانية 24 مليار متر مكعب كوعاء لتخزين الماء، مع العمل أيضا على معالجة المياه العادمة لحل هذه الإشكالية. وأردف بركة بأن الأجيال المقبلة توجد في مقدمة اهتمامات الحكومة من خلال الوزارة التي يوجد على رأسها، في ظل الاستغلال المفرط للفرشة المائية، موضحا أنه المطلوب هو "معرفة ما هي الإمكانيات المتاحة في الفرشة، ووضع تعاقدات مع المستعملين من أجل تدبير مندمج للماء لنصل إلى استغلال عقلاني للفرشة وأن يكون هناك تثمين أفضل لها". وأضاف في هذا الصدد أنه تم اتخاذ تدابير من طرف الحكومة، على رأسها الحد من دعم الزراعات التي تستغل كميات مهمة من الماء، إلى جانب الاقتصاد في الماء في المجال الفلاحي من خلال التنقيط واستغلال المياه العادمة، وكذا الاقتصاد في استغلال الماء في المجال السياحي موازاة مع الاقتصاد في استغلاله من طرف المواطنين. وفي معرض جوابه عن سؤال لجريدة هسبريس الإلكترونية، أوضح المسؤول الحكومي أن "جهة الدارالبيضاءسطات تعاني من ندرة المياه"، مشيرا إلى أنه "من أجل حل هذه الإشكالية، أطلقنا مشروع تحلية المياه لنصل إلى 300 مليون متر مكعب، سيكون جاهزا في 2026". كما تعمل الوزارة، يضيف بركة، على "الربط بين الدارالبيضاء الجنوبية والشمالية من أجل تعبئة المياه من سد محمد بن عبد الله لضمان الماء في ظل تراجع حقينة سد المسيرة التي لا تتجاوز 3 بالمائة، وهذا يشكل إشكالا حقيقيا". ومن ضمن التدابير التي يتم الاشتغال عليها أيضا، تحلية الماء بالنسبة لكل من مدينتي آسفي والجديدة، بغاية نقص الطلب على سد المسيرة حتى يتم توجيه استعماله من طرف الدارالبيضاءومراكش. وبخصوص مدينة النخيل، أبرز المسؤول الحكومي، في معرض جوابه دائما، أن "الوضع صعب. نعمل على تعبئة الإمكانيات المتاحة من خلال تحسين مردودية الشبكة بالمدينة"، التي سجل أن بها "هدرا مائيا ناتجا عن القنوات". كما أشار بركة إلى بذل مجهود كبير من خلال تعبئة السدود الفلاحية لاستعمالها في الماء الصالح للشرب، إلى جانب اجراءات أخرى متخذة من طرف سلطات مراكش بغاية الحد من استعمال الماء في الحدائق والمساحات الخضراء.