قلل أحمد عوض بنمبارك، وزير الخارجية وشؤون المغتربين بالجمهورية اليمنية، من حجم الوجود غير النظامي للمهاجرين اليمنيين بالمغرب، منبها أبناء بلده لتفادي عصابات الاتجار بالبشر والتشبث بالأمل في غد أفضل. وفي حديثه للصحافة صباح اليوم الأربعاء، على هامش زيارته إلى المغرب، كشف بنمبارك أنه رغم كل الظروف الصعبة التي يجتازها اليمن، فإن نسبة اللاجئين اليمنيين قليلة مقارنة مع ما تصدره بلدان أخرى تعيش أزمات الحرب. وشدد المسؤول الحكومي اليمني من العاصمة الرباط على أن بلاده تعاني من تهجير داخلي؛ حيث يضطر عديدون لترك مدنهم مخافة ميليشيات الحوثيين، مسجلا أن اليمنيين متشبثون بأرضهم، وأن الذين جاؤوا إلى المغرب لا يلامون كثيرا بالنظر إلى الظروف القاسية في اليمن. واعتبر بنمبارك أن زيارته إلى المغرب "ناجحة جدا، وفرصة كبيرة للبلدين الشقيقين"، مثمنا الموقف المغربي من الهدنة اليمنية والأطماع الإيرانية في المنطقة، مشيرا إلى أن "المغرب واضح في هذه القضية، واليمن كذلك مساند للوحدة الترابية للمملكة المغربية". واستحضر وزير الخارجية وشؤون المغتربين بالجمهورية اليمنية لقاءه كذلك مع رئيس مجلس النواب ومع رئيس مجلس المستشارين، حيث جرت محادثات بشأن الشوى وآليات العمل البرلماني، مؤكدا العزم على تطوير العلاقات الثنائية في هذا الباب. وفي السياق ذاته، استعرض الوزير اليمني بعضا من ملامح الوضع داخل بلاده، مبرزا أن الهدنة انطلقت قبل 6 أشهر وانتهت في الثاني من أكتوبر الجاري، وتتضمن التهدئة العسكرية وفك الحصار عن مدينة تعز وبقية المحافظات وميناء الحديدة. وأشار بنمبارك إلى أن الحوثيين يضعون عراقيل كثيرة أمام الهدنة، كما أنهم لا يحترمونها، كاشفا تسجيل 1400 من الجنود والضباط ضحايا خرق الهدنة، و94 جريحا مدنيا، بسبب الألغام والقنص، لكن رغم ذلك "حرصت الحكومة الشرعية على استدامة الهدنة". واتهم المسؤول الحكومي الحوثيين بخدمة أجندات إيرانية والهروب من اتفاقات السلام في الكويت وستوكهولم في مقابل نهب ثروات الشعب اليمني، وقال: "قبل الهدنة، سرق الحوثيون 45 مليارا يمنيا، وخلالها 200 مليار". واشتكى بنمبارك من الطلبات غير المنطقية للحوثيين من أجل مواصلة الهدنة، ومن بينها محاولة السفر بجواز حوثي غير معترف به دوليا، موردا أن "الحكومة سباقة للحوار ولديها حسن النية، لكن الحوثيين عليهم التفكير في الشعب اليمني والتخلي عن أجندات توسعية إقليمية". ونبه وزير خارجية اليمن إلى أن بلاده لم تشهد يوما تقسيما طائفيا أو عشائريا قبل مجيء الحوثيين ونشرهم خطاب الكراهية بين الناس، مسجلا أن الحكومة لها شرعية دولية مسنودة بإرادة شعبية وتريد إنهاء تحركات ميليشيا مدعومة خارجيا تستند إلى النظام الإيراني.