بدأ الإيطاليون الإدلاء بأصواتهم، صباح اليوم الأحد، لاختيار برلمان جديد في انتخابات يتوقع فيها فوز اليمين المتطرف. وفتحت مراكز الاقتراع أبوابها عند الساعة 05:00 بتوقيت غرينيتش، فيما كان الناخبون يقفون في صفوف انتظار للإدلاء بأصواتهم. وستبقى المراكز مفتوحة حتى الساعة 21:00 بتوقيت غرينيتش، على أن تصدر فور إغلاقها أولى استطلاعات الرأي التي ستعكس صورة واضحة للنتائج. وفي ظل توقعات تمنح حزب "فراتيلي ديتاليا" (إخوة إيطاليا) حوالي ربع نوايا الأصوات، بحسب استطلاعات الرأي الأخيرة، من المرجح أن تتولى زعيمته جورجيا ميلوني (45 عاما) رئاسة حكومة ائتلافية تكون الهيمنة فيها لليمين المتطرف على حساب اليمين التقليدي. ويرى المراقبون أن ذلك سيشكل زلزالا حقيقيا في إيطاليا، إحدى الدول المؤسسة لأوروبا، وثالث قوة اقتصادية في منطقة اليورو؛ وكذلك في الاتحاد الأوروبي الذي سيضطر إلى التعامل مع هذه السياسية ذات المواقف المتشددة. وكانت زعيمة الحزب قالت خلال حملتها الانتخابية إن "الكل قلق في أوروبا لرؤية ميلوني في الحكومة (...) انتهت الحفلة، وستبدأ إيطاليا الدفاع عن مصالحها الوطنية". ومع ذلك، قد تنطوي الانتخابات على مفاجآت، لاسيما في جنوب البلاد، في ما يتعلق بنتائج "حركة خمس نجوم" المعارضة لمؤسسات الحكم، التي ينسب إليها إقرار حد أدنى للأجور للأكثر فقرا، والحزب الديمقراطي (يساري) الذي يملك قاعدة قوية محليا. وأيا تكن الحكومة التي ستنبثق عن الانتخابات لتتولى مهامها اعتبارا من نهاية أكتوبر فهي تواجه منذ الآن عقبات على طريقها؛ فستتحتم عليها معالجة الأزمة الناجمة عن الارتفاع الحاد في الأسعار، في وقت تواجه إيطاليا دينا يمثل 150 في المائة من إجمالي ناتجها المحلي، أعلى نسبة في منطقة اليورو بعد اليونان. وفي هذا السياق فإن إيطاليا في حاجة ماسة من أجل الاستمرار إلى المساعدات التي يوزعها الاتحاد الأوروبي في إطار خطته للإنعاش الاقتصادي بعد وباء "كوفيد-19′′، التي يمثل هذا البلد أول المستفيدين منها وبفارق كبير عن الدول الأخرى.