يترقب الطلبة المغاربة بالجامعات الصينية استئناف الدراسة الحضورية بعد إفادات رسمية تقدم بها السفير الصيني المعتمد لدى المملكة المغربية، لي شانغ لين، في لقائه مع الكاتب الأول وأعضاء المكتب السياسي لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية أمس الخميس. مهدي مزواري، عضو المكتب السياسي لحزب الاتحاد الاشتراكي، قال إن السفير تحدث عن تعليمات جاءته من العاصمة بكين لعودة الطلبة المغاربة للدراسة في الصين بصفة حضورية، بعد توقف لسنتين بسبب تداعيات جائحة كورونا. وأضاف مزواري، في تصريح لهسبريس، أن هذا القرار جاء بعد مفاوضات ثنائية بين البلدين، مشيرا إلى أن وفد الاتحاد الاشتراكي تداول كذلك مع السفير الصيني نقطة الوحدة الترابية الصينية واعتبار تايوان جزء منها، واصفا ما قامت به نانسي بيلوزي بأنه "سلوك استفزازي". وأورد المتحدث أن السفير الصيني يعتبر تايوان ضمن عائلة الصين ولا يمكن أن يتم الرد عليها بالعنف، لكن هناك رفضا تاما للانفصاليين، وهذه نقطة مشتركة مع المغرب، مسجلا القوة التواصلية للسفير الصيني بالرباط. وعن أسباب اختيار حزب الاتحاد الاشتراكي دون باقي الأحزاب المغربية من أجل اللقاء، قال مزواري إن الأمر يعود إلى العلاقات القوية التي تجمع الاتحاد بالحزب الشيوعي الصيني ولقاءات أعضاء الحزبين المتوالية في محافل دولية، لكن هذا لا يعني أن علاقات الصينيين مع باقي الأحزاب المغربية سيئة. وخلال شهر يناير من السنة الجارية، وجه العشرات من الطلبة المغاربة في الصين نداء إلى الحكومة المغربية من أجل التدخل لوضع حد لمعاناتهم مع نمط الدراسة عن بعد التي امتدت سنتين من الزمن. ومنذ إغلاق الحدود الصينية بسبب جائحة فيروس كورونا المستجد، اعتمدت الجامعات الصينية نمط التعليم عن بعد لفائدة الطلبة المغاربة، الذين يتابع عدد منهم دراسته وفق هذا النمط منذ سنة 2020، لكن ذلك طرح لهم العديد من الإشكالات. ومن جهة أخرى، يؤكد الطلبة المغاربة في الصين أنه في حالة تقررت عودتهم، فإنهم سيواجهون مشاكل أخرى، على رأسها ارتفاع أسعار الرحلات الجوية، حيث تصل إلى 52 ألف درهم، مما يقف حاجزا أمام عودة الغالبية الساحقة منهم، علما أن هذه العودة ضرورية بالنسبة للعديد منهم، وفق إفادات سابقة للطلبة المغاربة في الصين لهسبريس.