في خضم الجولة الإفريقية لوزير الخارجية الأمريكي، أنطوني بلينكين، أكدت الجزائروروسيا رسميًا أن مناورات "درع الصحراء 2022" ستُجرى في الجزائر خلال شهر نونبر المقبل. وإلى مشارف الحدود الجنوبية الشرقية للمملكة ينتقل عدد من الجنود الروس للمشاركة في هذه المناورات، التي يعتبرها عدد من المحللين "ردا روسيا على أمريكا في شمال إفريقيا". وتجددت الرغبة المشتركة في تعزيز الشراكة الإستراتيجية بين الجزائروموسكو مع وصول الرئيس تبون إلى السلطة في 2019. ويشارك مائة وستون جنديًا روسيًا وجزائريًا في هذا التمرين الذي يهم "البحث عن الجماعات الإرهابية في الصحراء واكتشافها والقضاء عليها". وشهدت العلاقات بين الجزائروروسيا، في الأشهر الأخيرة، تكثيفًا للزيارات وزيادة في تبادل الخبرات؛ فيما يحاولان، وهما منتجان غنيان للمواد الهيدروكربونية، تعزيز تعاونهما في مجال الطاقة، في وقت تتغير السوق العالمية. وتعتمد الجزائر العاصمة على دعم موسكو للانضمام إلى مجموعة "بريكس"، وهي مجموعة اقتصادية وسياسية مكونة من روسيا والصين والهند والبرازيل وجنوب إفريقيا. وبحسب بيان صحافي صادر عن وزارة الدفاع الروسية فإن المناورات ستجرى في ولاية بشار على الحدود مع المغرب. وقال نبيل الأندلسي، المتخصص في الشؤون الدولية، إن المناورات الجزائرية الروسية هي محاولة من النظام الجزائري للرد على مناورات "الأسد الإفريقي" التي احتضنها المغرب في أواخر يونيو الماضي، واعتبر أن "النظام الجزائري يسعى إلى إقحام موسكو في التصعيد الجزائري ضد المغرب، إلا أن هذا الأخير ومن خلال علاقاته الدبلوماسية بالجانب الروسي قادر على الحفاظ على التوازن المطلوب خدمة لمصالحه الإستراتيجية". وشدد المحلل ذاته، في تصريحه، على أن "الجزائر تربطها علاقات قوية مع روسيا، خاصة على المستوى العسكري، وهو ما يفسر إجراء هذا النوع من المناورات فوق التراب الجزائري"، واستحضر كون الجزائر الزبون الثالث بالنسبة للأسلحة الروسية خلف كل من الهند والصين، خاصة في العقد الأخير، إذ ازدادت صادرات الأسلحة الروسية إلى الجزائر بنسبة 129 بالمائة مقاربة بالعقد الذي سبقه. وتابع المتحدث ذاته بأن "المغرب يبقى محافظا على سياسة اليد الممدودة في علاقته بالدولة الجزائرية، رغم التصعيد وقطع العلاقات من الطرف الجزائري، وهذا ما أكده الملك محمد السادس في أكثر من خطاب، ومنها خطاب العرش الأخير".