تشهد مناطق عدة بالجنوب الشرقي للمغرب خلال هذه الأيام موجة حر، حيث تصل درجة الحرارة في بعض المناطق في النهار إلى ما بين 49 و52 درجة، وخلال الليل إلى ما بين 42 و46 درجة، وهو مستوى لم يكن يسجل في هذه المناطق خلال السنوات الماضية، وفق تصريحات متطابقة لمسؤولين ومهتمين بالمجال البيئي. وتسببت التغيرات المناخية وقلة التساقطات المطرية في تسجيل ارتفاع كبير في درجات الحرارة خلال الفترة الأخيرة، خاصة بالجنوب الشرقي، ما أصبح يهدد المنطقة بشبح العطش، وتوالي الحرائق، خاصة وسط الواحات، على غرار حرائق منطقة أوفوس السنة الماضية، التي تسببت في إتلاف مئات الهكتارات من أشجار النخيل المثمرة. ومع ارتفاع درجات الحرارة إلى أعلى مستوياتها في الجنوب الشرقي خاصة ومناطق أخرى من المغرب عموما، نصح الحسين يوعابد، مسؤول التواصل بمديرية الأرصاد الجوية الوطنية، ب"توخي الحيطة والحذر، وعدم رمي الأشياء القابلة للاحتراق"، كما أوصى ب"الحرص على عدم التعرض كثيرا لأشعة الشمس مباشرة، خصوصا خلال فترة الظهيرة، مع اللجوء إلى الظل ما أمكن، وشرب الماء والسوائل، والانتباه إلى الأطفال والمسنين". حرارة مرتفعة وشبح الحرائق مناطق عدة بأقاليم جهة درعة تافيلالت خصوصا والمغرب عموما تعرف هذه الأيام موجة حر غير مسبوقة، وذلك راجع إلى فداحة التغيرات المناخية التي تسببت في رفع درجة حرارة الكرة الأرضية بفعل انبعاثات الغازات الدفيئة، حسب خبراء في المناخ، في تصريحات سابقة لهسبريس. وأثارت موجة حر غير مسبوقة تعرفها مناطق الجنوب الشرقي هذه الأيام مخاوف المواطنين، خاصة ساكنة الواحات، من اندلاع الحرائق، خاصة وسط واحات النخيل التي غالبا ما تشتعل فيها النيران ويصعب على الإطفائيين والسلطات المعنية التدخل في الوقت المناسب لإطفائها، بسبب عدم تنقية الأعشاش اليابسة التي تساهم في توسع رقعة النيران. وحسب الإحصائيات التي وفرتها مصادر أمنية مسؤولة لهسبريس فإن عدد الحرائق المسجلة في واحات الجنوب الشرقي منذ بداية فصل الصيف الحالي تجاوزت 20 حريقا، إلا أن المصالح المختصة تقوم دائما بمحاصرتها بشكل سريع ولا تشكل خطرا، مثلما وقع في الشمال أو واحات أوفوس السنة الفارطة. وكشفت مصادر متطابقة من وزارة الفلاحة والداخلية أن حرائق الواحات في فصل الصيف تتداخل فيها عدة عوامل؛ فبالإضافة إلى عامل المناخ وارتفاع درجة الحرارة هناك العامل البشري، إذ إن الواحات لا تتم تنقيتها من الأعشاش والأعشاب اليابسة التي تسهل عملية اشتعال النيران بشكل سريع. وأكد مصدر مسؤول من السلطة المحلية بجهة درعة تافيلالت أن شبح الحرائق، خاصة مع ارتفاع درجة الحرارة، أمر حقيقي، داعيا المواطنين، خاصة ساكنة الواحات، إلى ضرورة اتخاذ جميع الاحتياطات والتدابير اللازمة لتفادي اشتعال النيران أو على الأقل عدم توسع رقتها بشكل سريع إلى حين السيطرة عليها من طرف الجهات المختصة. حملات توعية وتحسيس في وقت تعرف الواحات بالجنوب الشرقي سنويا تسجيل حرائق متتالية، طالب العديد من المهتمين بالمجال الواحي، في تصريحات متطابقة لهسبريس، الجهات المسؤولة بضرورة إطلاق حملات تحسيسية وتوعوية لفائدة سكان الواحات، لتعريفهم بالأسباب الحقيقية التي تؤدي إلى اندلاع الحرائق وسبل مكافحتها. وفي هذا الإطار، يرى حكيم بلمكي، من ساكنة واحة أوفوس، أن على الدولة، ممثلة في القطاعات المكلفة بالغابات والواحات والفلاحة والبيئة بشكل عام، تنظيم حملات توعوية وتحسيسية على طول السنة وليس فقط بشكل موسمي، إلى حين تسجيل تراجع في الحرائق المسجلة سنويا، موضحا أن الواحات تضررت في السنوات الأخيرة بسبب الحرائق والجفاف. وأوضح المتحدث ذاته، في تصريح لهسبريس، أن "بعض الحرائق ليست بريئة، وعلى الدولة فتح تحقيق لمعرفة الأسباب والجهات محتملة الوقوف وراءها، وتكثيف حملات تحسيسية وتوعوية بمخاطر هذه الحرائق في الواقع، وعبر وسائل الإعلام المكتوبة والمرئية والمسموعة، ليساهم كل واحد من المواطنين من جهته في مكافحة حرائق ظلت في السنوات الأخيرة شبحا مخيفا بالنسبة لساكنة الجنوب الشرقي".