تعيش مناطق درعة تافيلالت كل سنة على وقْع اندلاع حرائق تأتي على الأخضر واليابس، تارة بسبب ارتفاع درجة الحرارة التي تعرفها تلك المناطق من الجنوب الشرقي في فصل الصيف، وتارة أخرى بفعل فاعل يتطلب جُرمه فتح تحقيق وترتيب الجزاءات. هذه النيران التي تشب في الواحات تُكبد فلاحي المنطقة خسائر فادحة، على اعتبار أنهم يعدونها مصدر رزقهم الذي يسدون به رمقهم ويساعدهم على المعيشة وشظف الحياة. هذا الوضع يدفع حقوقيين وجمعويين إلى المطالبة بحماية هذه الواحات من الحرائق حفاظا على هذا الموروث الطبيعي، ناهيك عن جبر الضرر وتعويض الساكنة المتضررة من ألسنة النيران المنتشرة كالنار في الهشيم. وبمجرد ذيوع خبر نشوب نيران في واحات أيت شاكر بجماعة أوفوس في إقليم الراشيدية؛ تم إرسال طائرة "كنادير"، التي توصف ب"معجزة السماء"، إلى المنطقة، من أجل إخماد الحرائق وإنقاذ ما يمكن إنقاذه من واحات وثمار. وفي هذا السياق، علّق الحبيب شوباني، رئيس مجلس جهة درعة تافيلالت، على الحادث قائلا: "على طول حوالي عشر كيلومترات تقريبا، واحة أوفوس بإقليمالرشيدية صارت أثرا بعد عين. منظومة حياة كاملة، ونظام عيش وثقافة ممتدة في عمق التاريخ لآلاف السنين تحولها الحرائق إلى واحة أشباح". وزاد شوباني، في تدوينة له على صفحته الفيسبوكية بعنوان: "مأساة بيئية جديدة تحل بواحات جهة درعة تافيلالت"، "مشهد حزين ومؤلم. نظارة النخيل وجماله الساحر في موسم العطاء وهو يزهو بثمره المتدلي في العراجين تحول إلى سواد يملأ الأفق كآبة وغما. لقد تفحم كدح السنين وتراث الأجداد بمزارع البسطاء من الفلاحين في لمح البصر". رئيس "أفقر جهة في المغرب" تابع بالقول: "لا حول ولا قوة إلا بالله". متسائلا: "كيف السبيل لتثبيت الساكنة في أرضها وضمان استمرار مقومات عيشها وقد صارت معالم النكبة شاخصة؟ كيف السبيل إلى حماية باقي المنظومة الواحية بالجهة من نفس المصير التراجيدي الذي يتربص بها؟".
وخلُص شوباني بالقول: "أسئلة تتحمل جميع مؤسسات الدولة والمجتمع ذات الصلة مسؤولية التعاون على تحقيق أسرع جواب فعال لجبر الضرر من جهة، ولبناء مستقبل آمن لمنظومة العيش في الواحات من جهة أخرى. والله المستعان".