تواصل مختلف فرق مكافحة حرائق الغابات التابعة لعدة قطاعات ومؤسسات، لليوم الخامس على التوالي، جهود احتواء حرائق الغابات، التي اندلعت شمال البلاد على عدة بؤر بأقاليم تازةوالعرائشووزانوشفشاونوتطوان، وفق استراتيجية مضبوطة لضمان فعالية التدخل الجوي والبري، رغم ارتفاع درجات الحرارة ووعورة التضاريس وهبوب رياح "الشركي". وبلغ مجموع المساحة المتضررة، منذ مساء الأربعاء حتى حدود اليوم الأحد، 6.600 هكتار. وانصبت الجهود الميدانية لفرق التدخل في البداية على تأمين سلامة الدواوير المجاورة للحرائق والحفاظ على ممتلكات سكانها، حيث تم بشكل استباقي إخلاء 20 دوارا، وفق ما أكدته وزارة الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات. وأضافت الوزارة في بلاغ لها أنه من أجل مواجهة هذه الحرائق تمّت تعبئة حوالي 2.000 عنصر من المياه والغابات والوقاية المدنية والقوات المسلّحة الملكية والدرك الملكي والقوات المساعدة والسلطات المحلية، معززين بشاحنات الإطفاء وسيارات التدخل السريع، إلى جانب الاستعانة ب 5 طائرات "كنادير" و8 طائرات من نوع "توربو تراش" تابعة للدرك الملكي. كما أشارت الوزارة إلى الاستعانة بطائرة "درون" تابعة للوكالة الوطنية للمياه والغابات لأول مرة من أجل رصد وتتبع بؤر الحرائق، بهدف تحديد أولويات التدخلات الجوية والبرية بعد دراسة وتحليل الصور تحت الحمراء. وأكد البلاغ ذاته أنه تم احتواء 3 حرائق بصفة نهائية. ويتعلق الأمر بحريق تاهلة بإقليم تازة وساحل المنزلة بضواحي العرائش وجماعة مقريصات بإقليم وزان، موازاة مع عودة 95 في المائة من السكان إلى منازلهم بعد السيطرة الكاملة على هاته الحرائق. وأضاف أن الجهود لا تزال متواصلة بكثافة لتطويق باقي الحرائق في الساعات المقبلة، مشيرا إلى أن نسبة السيطرة على حريق غابة القلة (العرائش)، الذي أتى على حوالي 5.300 هكتار، بلغت 70 بالمائة، وأن حريق غابة جبل الحبيب (تطوان) تمت السيطرة على 80 بالمائة منه، فيما تمت السيطرة على أزيد من 70 بالمائة من حريق غابة تاسيفت (شفشاون). وشرعت الوزارة، عبر الوكالة الوطنية للمياه والغابات، في تشخيص الوضع والإحصائيات، وتحديد الآثار والانعكاسات لبرمجة المشاريع المندمجة من أجل إعادة تأهيل المنظومات المتضررة بالاعتماد على الأصناف الغابوية المتأقلمة مع الخصوصيات الطبيعية لكل منطقة بداية من موسم التشجير المقبل. وعلى المستوى الاجتماعي، وفي إطار استراتيجيتي "غابات المغرب 2020-2030" و"الجيل الأخضر 2020-2030′′، تم وضع خلية على المستويين المركزي والمحلي، بتنسيق مع كل الفاعلين، من أجل تحديد التدابير والإجراءات اللازمة والعاجلة لمواكبة الساكنة المتضررة من هاته الحرائق، وكذا برمجة مشاريع تنموية مندمجة، يورد البلاغ.