لم تغلق المتاحف والأروقة الفنية أبوابها اليوم بالمغرب بحلول المساء! واستمرت في استقبال الزوار إلى حدود منتصف الليل بمناسبة "ليلة المتاحف والأروقة". بشراكة مع المؤسسة الوطنية للمتاحف ومنظمة ماجوريل، نظمت وزارة الشباب والثقافة والتواصل هذه المبادرة في 9 مدن مغربية، وأعطيت انطلاقتها اليوم الأربعاء، 22 يونيو 2022، على الساعة السادسة مساء، بمتحف محمد السادس للفن الحديث والمعاصر بالرباط، بحضور رئيس الحكومة، ورئيس المؤسسة الوطنية للمتاحف، ووزير الثقافة، ووزيرة السياحة، وفنانين ومسؤولين ثقافيين. يذكر في هذا الإطار أنه قد جرت العادة منذ سنة 2006 أن تنظم وزارة الثقافة "ليلة المعارض"، التي سميت بعد ذلك "ليلة الأروقة"، والتي تقدم للمغاربة وغيرهم من الحاضرين بالبلاد "مسارات فنية ليلية" يمكن التعرف فيها على مكنونات الأروقة الفنية في العديد من مدن المملكة. وانطلقت هذه السنة "ليلة المتاحف والأروقة الفنية" بكل من وجدة، مكناس، فاس، آسفي، تطوان، مراكش، طنجة، الدارالبيضاء والرباط، ويتاح فيها للعموم زيارة فضاءات العرض مجانا إلى حدود منتصف الليل. عزيز أخنوش، رئيس الحكومة، تحدث عن الدينامية التي أعطى انطلاقتها ملك البلاد لمتاحف المملكة؛ "والآن، الحمد لله، عندنا أكثر من مائة متحف". وقال رئيس الحكومة في تصريح لهسبريس: "ليلة المتاحف التي تنظم مرة في السنة، إلى حدود منتصف الليل، مفتوحة للجماهير والمواطنين بالمجان، حتى يمكننا تقريب الفنانة من المواطنين". وفي كلمته الافتتاحية بمتحف محمد السادس بالعاصمة، قال المهدي قطبي، رئيس المؤسسة الوطنية للمتاحف، إن هذه الليلة "احتفال بالنور والعظمة"، ووضعها في سياق مجهودات "دمقرطة الفن والثقافة". محمد المهدي بنسعيد، وزير الشباب والثقافة والتواصل، قال بدوره إن هذه المبادرة "تأتي في إطار مجموعة من المبادرات لتنشيط المجال الثقافي، خاصة بعد السنتين اللتين عشناهما (جائحة كوفيد-19)". وأضاف في تصريح لهسبريس أن "مفهوم الثقافة ينبغي ألا يتوقف على المجال الترفيهي، ولو أن الدور الذي تلعبه الثقافة في التربية والترفيه له أهمية خاصة؛ إذ لها أيضا دور اجتماعي واقتصادي، وكلما أظهرنا هذا الجانب، أمكننا خلق سوق ثقافية في جميع المجالات السينمائية والمسرحية، وحتى في المتاحف، لتكون العلاقة بين المواطن والثقافة علاقة ضرورية". ووضع المهدي بنسعيد مبادرة "ليلة المتاحف والأروقة" في إطار سلسلة من المبادرات التي تقصد التعريف بالثقافة، وقال: "الحمد لله، المغرب في مختلف جهاته وأقاليمه غني بثقافته وتاريخه، وحان الوقت لنعرّف بهذا المجال الثقافي لدى المغاربة وعلى المستوى الدولي، وهو ما سيجلب السياح الذين يهتمون بهذا المجال". فاطمة الزهراء عمور، وزيرة السياحة، تحدثت من جهتها عن "الفرصة الرائعة" التي تمثلها "ليلة المتاحف" ل"إيلاء قيمة للتراث الفني المغربي، وجعله متاحا لمجموع المغاربة". وشددت عمور على "ضرورة العمل من أجل ربط الثقافة والسياحة؛ ف 65 بالمائة من السياح القادمين إلى المغرب يأتون أساسا لأسباب ثقافية". كما أبرزت الوزير الوصية على قطاع السياحة الحاجة إلى "التعريف بهذا الفن، وجعله من الأسباب التي تدفع إلى زيارة بلدنا، وهو عمل نحتاج فيه إلى التنسيق مع وزارة الثقافة حتى يكون هذا التراث المغربي متاحا لمجموع المغاربة، ومتاحا للسياح الذين يزورون بلدنا".