أكدت خديجة مفيد، زوجة المفكر الإسلامي المقرئ الإدريسي أبو زيد، أن النكتة التي تُشن بسببها "حملة شعواء ضد أبو زيد" وردت في سياق ثقافي اقتطعت منه، وحُملت حملا ثقيلا، ومفتعلا مغرضا"، موضحة أن "زوجها العربي الأصول اختارها للزواج، وهي الأمازيغية ابنة سوس، من وسط الحياة الوطنية، والاهتمام بعظام الأمور". وأفادت مفيد، في بيان توصلت به هسبريس، أنها عاشت مع المقرئ عشرين سنة لم تر منه فيها إلا التقدير، والإيمان بمبادئ الحرية، والمساواة والدفاع عن الحق في المواطَنة، والعيش الكريم"، مبرزة "تواضعه درجة الإخلال بالذات، ونصرته للأقليات والمستضعفين في كل الدنيا". ودعت مفيد، في البيان ذاته، كل الأمازيغ الشرفاء ألا يغمسوا القضية الأمازيغية في ما سمته "الوحل المطبع والمستغل للهفوات، ليركب سفينة الظلم والاستقواء، والتمويه على الطيبين الملتصقين بأصولهم، والمعتزين بها، من أجل جرهم إلى أجندة ليسوا منخرطين فيها" وفق تعبير زوجة القيادي في العدالة والتنمية. وفيما يلي نص بيان خديجة مفيد: إلى كل أشلحي وتشلحيت، وإلى كل الأمازيغ انطلاقا من أصولي السوسية القحة وخؤولتي العروبية الأصيلة وروحي الوطنية الضاربة الجذور في وجداني وأفكاري وجوارحي، انطلاقا من هذا الخليط الذي بنى شموخي بطول النخلة وشدة عودها، تلقيت بصدمة كبيرة هذه الحملة الشعواء التي اندلعت حول الأستاذ أبو زيد المقرئ الإدريسي، العربي الأصول الإسلامي المنشأ الأمازيغي الحياة الاجتماعية، الرجل الذي يعرفه الوطن وتعرفه الوطنية، تعرفه الأمة، وتعرفه القضية، الرجل الذي بلغ تواضعه درجة الإخلال بالذات وبلغت نصرته للأقليات والمستضعفين كل الدنى، الرجل الذي تنكر لذاته في مساره العلمي والسياسي والفكري واختار أن يكون في خدمة القضايا الكبرى والمستضعفين. أنا خديجة مفيد ابنة الجنوب السوسية الأصل والتربية الشديدة شدة جبال سوس والقوية قوتها تزوجت هذا الرجل العربي الذي اخترته واختارني من وسط الحياة الوطنية، من وسط الاهتمام بعظام الأمور، وعشت معه عشرين سنة لم أرى فيها إلا التقدير والإيمان بمبادئ الحرية والمساواة والدفاع عن الحق في المواطَنة والعيش الكريم، المواطَنة التي أصّل لها المختار السوسي بتعايشه مع علال الفاسي، المواطَنة التي لقح بها أبو شعيب الدكالي فكر مولاي العربي العلوي، المواطنة الأمازيغية الأصول، الإفريقية الفروع، المتوسطية الأوراق، العربية التعبير واللسان التي بنت رجالها في تربة هذا الوطن وسقوها من دمائهم في جبال الريف وعزتهم من أجل وحدة الوطن على امتدادات جبال الأطلس من أجل وحدة الوطن، ونسجوا علومها وإشعاعها الحضاري في قلب فاس وغذوها بكرمهم وجودهم في غرب أرض هذا الوطن، وربطوا من أجل عزة أبناءها وشموخ في شماله، ودافعوا عن استقلال كيانهم من أقصى شماله إلى أقصى جنوبه مختارين شموخ هذا الوطن. ربط الأمازيغ من أجل المواطنة على ثغور العلم والدين والجهاد ورضوا فيها بما تكسبه أيديهم من تربة الوطن والتجارة من أجل كرامة الوطن ليعيش هذا الوطن. فلم أر طيلة العشرين سنة إلا حبا مبنيا على العلم، وعلى المعرفة وتقدير دور كل مواطن في بناء هذا البلد، وحق كل مواطن في العيش الكريم في هذا البلد، ورغبة جامحة في تكافئ الفرص لكل أبناء هذا البلد. لم يقصد بها التجريح ولا الاستشهاد بأبعاد عنصرية، لا يمكن لتاريخ ورصيد نضالي حافل في استشهاد بنكتة بصفتها رصيد ثقافي، حتى إن كان الاستشهاد بها غير ناجح في محاضرة مر عليها أربع سنوات، في بلد عربي غير البلد الذي تم التسويق له فإن هذا لا يستدعي هذه الضجة وخاصة من أهل سوس ومن المناضلين الأمازيغيين الأشراف والوطنيين أن ينجروا إلى أجندة ذات نزاعات قبلية ليس لها من مآلات، إلا الانتكاس بالوطن إلى انشغالات رجعية. إن هذه النكتة الواردة في سياق ثقافي اقتطعت منه وحملت حملا ثقيلا، مفتعلا مغرضا. إن معرفتي بأهل سوس وبعقلهم أكبر من أن ينزلوا بلغتهم إلى وابل من السب والقذف والشتم، وإلفاق تهمة الشخص برئ منها براءة الذئب من دم يوسف. أهل سوس والأمازيغ قضيتهم أكبر وعدوهم هو الذل، التهميش والإقصاء، عدوهم لا يتجسد في رجل وطني، حياته كلها أمضاها في محاربة هذا الثالوث الذي يريد أن يجهز محركوه ومديروه داخل الأوطان من مدخل التفرقة واستفزاز النعرات العرقية والقبلية. إنني كأمازيغية أربأ بالأمازيغ الشرفاء أن يغمسوا القضية الأمازيغية في هذا الوحل المطبع والمستغل للهفوات، ليركب سفينة الظلم والإستقواء وتمويه على الطيبين الملتصقين بأصولهم والمعتزين بها من أجل جرهم إلى أجندة ليسوا منخرطين فيها. الأمازيغ الأصلاء، الملتصقين بأرضهم، الذين يجوعون ليطعم الوطن وينسحبون لشموخ الوطن ويعظون ليقوى الوطن، الأمازيغ اللذين هم في مقدمة الأمور الكبيرة ومنعدمين في الأمور الصغيرة، الأمازيغ اللذين تزعموا ويتزعمون عظام الأمور وكبارها يكبر في نفوسهم وأرواحهم. ومنه العدل والإنصاف والتسامي والوحدة، ولا تركبوا سفينة الظلم لتبلغوا مرادكم باستغلال استشهاد واعتماد المقرئ الإدريسي كبش فداء. خديجة مفيد زوجة المقرئ الإدريسي السوسية الشلحة التي تعتز بأصلها وتفتخر بزوجها ذات الوجدان السوسي- واللسان العربي والروح الوطنية والأخلاق الأمازيغية: الآباء، والأنفة، العدل والشموخ والحرية.