انطلقت، مساء اليوم الاثنين بمدينة أكادير، فعاليات النسخة الثامنة عشرة من تدريبات "الأسد الإفريقي"، بحضور عشرات الشخصيات العسكرية الممثلة للجيوش متعددة الجنسيات. وتميزت الانطلاقة الفعلية لمناورات الأسد الإفريقي بحفل افتتاح على مستوى هيئة الأركان العامة للمنطقة الجنوبية بأكادير، بحضور ممثلين عن الأطراف المشاركة. وشهد مقر قيادة المنطقة الجنوبية للقوات المسلحة الملكية حدث افتتاح أشغال المناورات السنوية، حيث استعرضت الفعاليات العسكرية، المغربية والأمريكية، خارطة التمارين الضخمة التي تشارك فيها العديد من الجيوش العالمية الممثلة لمناطق أمريكا وإفريقيا وأوروبا. ورحب الجنرال دو كوردارمي بلخير الفاروق، المفتش العام للقوات المسلحة الملكية وقائد المنطقة الجنوبية، في كلمته الافتتاحية، بالوفود المشاركة قبل التذكير بأهداف هذا الاجتماع السنوي، مؤكدا أهمية الشراكة الإستراتيجية بين المغرب والولاياتالمتحدةالأمريكية. وقال المسؤول العسكري المغربي، في معرض كلمته التي ألقاها أمام عدد من الضباط السامين المغاربة والأجانب، إن "الدول الشريكة للمملكة تشترك جميعها في نفس المثل العليا للسلام والأمن". وشدد الجنرال بلخير على أن "مناورات الأسد الإفريقي أصبحت تشكل موعدا مهما ضمن الأجندة العسكرية والتعاون المشتركة بين المغرب والولاياتالمتحدة"، مبرزا أن "دولا صديقة للمملكة تشارك في هذه النسخة الحالية كملاحظ أو كشريك أساسي في التعاون العسكري". وتوقف المسؤول العسكري نفسه عند التحديات الأمنية التي أصبحت تواجه عالم اليوم، داعيا إلى استخلاص الدروس من المواقف المختلفة، ولتقارب المناهج فيما يتعلق بهدف هذه التدريبات المشتركة". وقال الجنرال بلخير إن هذا التمرين يمثل جزءا من هذا النهج، في انسجام تام مع تطلعات بلداننا واحتياجاتنا الحديثة؛ وهو فرصة للوقوف عند المستوى العالي من التشغيل البيني والتقني والإجرائي، وتكامل الخبرات. من جانبه، قال الجنرال أندرو إم روهلينج، نائب القائد العام للجيش الأمريكي في أوروبا وإفريقيا، إن "الدورة الثامنة عشرة من المناورات العسكرية المشتركة تمثل أضخم تدريب عسكري أمريكي يتم تنظيمه بالقارة الإفريقية". وكشف المسؤول العسكري الأمريكي، في كلمته الافتتاحية، أن الولاياتالمتحدة تراهن على المغرب كشريك إستراتيجي في القارة الإفريقية متعهدا بتطوير برامج مناورات الأسد الإفريقي حتى تواكب تحديات العصر. وأردف نائب القائد العام للجيش الأمريكي في أوروبا وإفريقيا أن هناك تدريبات مشتركة لقيادة قوة المهام، وتمرينا مشتركا بالذخيرة الحية للأسلحة، وتمرينا بحريا، وتمرينا جويا يشمل طائرات قاذفة. واعتبر العسكري الأمريكي أن التداريب تشمل أيضا تمارين المظليين، وتمرينا ميدانيا كيميائيا وبيولوجيا وإشعاعيا ونوويا، وتمرين الاستجابة، وبرنامج المساعدة المدنية الإنسانية. و"الأسد الأفريقي" هو تدريب مشترك تنظمه القوات المسلحة الملكية والقوات المسلحة الأمريكية كل عام. وتشارك في نسخة هذا العام 10 دول إفريقية ودولية، بما في ذلك المغرب والولاياتالمتحدة، بالإضافة إلى نحو عشرين مراقبا عسكريا من دول شريكة، في مناطق أكادير وبن جرير والقنيطرة والمحبس وتارودانت وطانطان. وكانت رحلات جوية عسكرية عديدة، من مختلف دول العالم، قد حطت بالمطارات العسكرية والمدنية للمملكة؛ بينما رست بواخر ضخمة بميناء مدينة أكادير تقل دبابات ومدرعات ضخمة. ويعزز التمرين قابلية التشغيل البيني بين الدول الشريكة، ويدعم الاستعداد الإستراتيجي العسكري للولايات المتحدة للاستجابة للأزمات والطوارئ في إفريقيا وحول العالم. وبميزانية قدرها 36 مليون دولار، يجمع الأسد الإفريقي لهذا العام 7500 جندي من البرازيل وتشاد وفرنسا وإيطاليا وهولندا وإسبانيا والمملكة المتحدة ودول أخرى. وفي البرنامج: تدريبات بالذخيرة الحية ومناورات عسكرية وجوية، دخول قسري مشترك مع مظليين خلال تمرين ميداني، بالإضافة إلى تمرين استجابة كيميائية وبيولوجية وإشعاعية ونووية. وحشدت هذه التدريبات العسكرية، بقيادة فرقة العمل الخاصة بأوروبا الجنوبية التابعة للجيش الأمريكي، 80 طائرة دعم، وقوتين بحريتين، ووفدا من 28 مراقبا دوليا. ويهدف التمرين إلى تعزيز القدرات الدفاعية المشتركة لمواجهة التهديدات العابرة للحدود والمنظمات المتطرفة العنيفة، وهو ما يخدم الصالح العام للولايات المتحدة والدول الشريكة الإفريقية.