أثنى ناصر بوريطة، وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، على المستوى الذي بلغته العلاقات المغربية السعودية، مبرزا أن "هذه العلاقات يسودها منطق التطابق والتضامن المطلق"، مؤكدا دعم الرياض الدائم للوحدة الترابية للمغرب. وشدد بوريطة في لقاء صحافي عقده مع نظيره السعودي فيصل بن فرحان آل سعود، عقب اجتماع اللجنة المشتركة المغربية السعودية، على أن "انعقاد الدورة الثالثة عشرة للجنة المشتركة المغربية السعودية، يأتي بعد غياب استمر حوالي تسع سنوات تقريبا، ليعكس رغبة البلدين الشقيقين في إعادة تفعيل هذه الآلية الرئيسية للتعاون". وقال المسؤول المغربي: "هناك تطابق مطلق لقضايانا وتصوراتنا الثنائية، من منطلق توجهات القيادتين، ومن منطق تضامن المغرب المطلق مع أمن واستقرار المملكة العربية السعودية، وتنديد المغرب بكل ما يمس ذلك وتأييد جميع التدابير المتخذة من قبل القيادة السعودية لحماية أرضها". وأضاف: "إننا في المملكة المغربية لنعتز بما بلغته علاقاتنا مع المملكة العربية السعودية الشقيقة من مستوى رفيع يستند إلى وشائج بين الأسرتين الملكيتين الشريفتين، ويعكسه التضامن الموصول والتعاون المثمر على جميع المستويات". وتابع قائلا: "إننا في المملكة المغربية على قناعة ويقين تامين بأن الإمكانات الضخمة التي أنعم بها عز وجل على بلدينا الشقيقين يمكن تسخيرها بطريقة فضلى على جميع المستويات، من الطاقات الاقتصادية والتكنولوجية والبشرية والثقافية والاجتماعية، بما ينسجم مع الرؤية التنموية المتبصرة لقيادة بلدينا". وواصل بوريطة بأن "تضامن المغرب ليس فقط بالتعبير، وإنما تضامن فعلي، فالمغرب يقف مع المملكة العربية السعودية في جميع التدابير المتخذة في هذا الإطار". وتقدم الوزير المغربي بالشكر للقيادة السعودية على مواقفها الثابتة إزاء قضية الصحراء المغربية والقضايا التي تهم المصالح العليا للمغرب، قائلا: "كانت دائما مواقف المملكة العربية السعودية ثابتة وواضحة، وقد تم التعبير عنها في جميع المستويات". وأوضح المسؤول المغربي أن هناك إمكانية على المستوى الدبلوماسي لأن تشتغل مصالح الوزارتين بمبادرات مشتركة في المنظمات العربية والإسلامية والدولية، موردا أن "المغرب والسعودية لهما مصداقية وحضور في المنظمات، ويمكن الاشتغال معا في مجموعة من القضايا، كالأمن الغذائي وغيره". وشدد بوريطة على أن "تفعيل هذه الآلية يعزز إدماج فاعلين جدد في العلاقات الثنائية من قطاع خاص ومستثمرين، لأن جوانب العلاقة الإنسانية مهمة جدا، وهذه الدورة فرصة لتعزيز التشاور السياسي للحديث عن القضايا الثنائية والإقليمية، فهناك تطابق مطلق من منطلق توجهات البلدين". ونوهت المملكة العربية السعودية بالجهود المتواصلة التي يبذلها الملك محمد السادس، رئيس لجنة القدس، من أجل الدفاع عن المدينة وصيانة هويتها الحضارية. وجاء في محضر الدورة ال 13 لاجتماع اللجنة المشتركة المغربية السعودية، اليوم الخميس بالرباط، أن الجانب السعودي نوه في هذا السياق، ب "الجهود المتواصلة التي يبذلها الملك محمد السادس، رئيس لجنة القدس، من أجل الدفاع عن مدينة القدس الشريف وسكانها المرابطين، وصيانة هويتها الحضارية والحفاظ على مكانتها كرمز للتسامح والتعايش بين مختلف الديانات السماوية، وكذلك بالمشاريع ذات الطابع الإنساني والاجتماعي التي تنجزها وكالة بيت مال القدس الشريف، الذراع التنفيذي للجنة، لتثبيت المقدسيين فوق أرضهم ودعم صمودهم". وجددت اللجنة، يضيف المصدر ذاته، تضامنها الثابت مع الشعب الفلسطيني الشقيق وتأكيدها على حقه في إقامة دولته المستقلة ذات السيادة وعاصمتها القدس الشرقية، على حدود الرابع من يونيو 1967م، وفقا للقرارات الدولية ذات الصلة ومبادرة السلام العربية. في هذا الصدد، دعت اللجنة إلى تكثيف الجهود من أجل تخطي حالة الجمود التي تمر منها عملية السلام، والعمل على إعادة إطلاق العملية التفاوضية، ضمن إطار زمني محدد، تفضي إلى اتفاق يعالج كافة قضايا الحل النهائي، على أساس مبادرة السلام العربية وقرارات الشرعية الدولية، ووفق حل الدولتين، وأكدت أن الإبقاء على هذه القضية بدون حل من شأنه أن يزيد من التوتر والتطرف في المنطقة، ويشكل مصدر تهديد للأمن وللاستقرار فيها.