ثمنت المملكة العربية السعودية عاليا العمل المتواصل الذي يقوم به صاحب الجلالة الملك محمد السادس، رئيس لجنة القدس، لصيانة الهوية الحضارية للقدس الشريف والتصدي لمحاولات تغيير معالمها والحفاظ على مكانتها كرمز للتعايش والتسامح بين الأديان السماوية. وجاء في البيان الختامي للجنة المشتركة السعودية - المغربية المنعقدة في دورتها ال 11 يومي 9 و10 فبراير الجاري، أن الجانب السعودي أشاد بما أنجزته وكالة بيت مال القدس الشريف تحت إشراف جلالة الملك محمد السادس وبتعليماته السامية من برامج مثمرة لصالح السكان الفلسطينيين في مدينة القدس الشريف. من جانبه، نوه الجانب المغربي بالجهود التي يبذلها خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز للدفاع عن القضايا العربية وعلى رأسها القضية الفلسطينية. وشدد الجانبان، حسب البيان الختامي، على وحدة الصف الفلسطيني التي تستحوذ على جل اهتمام قيادتي البلدين سعيا لاستعادة كافة الأراضي العربية المحتلة، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة والمتصلة الأطراف والقابلة للحياة وعاصمتها القدس الشريف. وفي إطار استعراض الجانبين للأوضاع الإقليمية والدولية، عبر الجانبان عن ارتياحهما لتطابق الرؤى وانسجام المواقف بينهما وعن مستوى التضامن الدائم في حماية وصون المصالح العليا لكلا البلدين. وأبرزا الأهمية البالغة للعلاقات السياسية المتميزة بين المملكتين التي تعد نموذجا لما ينبغي أن تكون عليه العلاقات بين الأشقاء العرب لتحقيق الأمن والاستقرار في العالم العربي والازدهار والنماء لشعوبها، علاوة على خدمة الأمن والسلم الدوليين. وأكد الجانبان مجددا أهمية الالتزام بالعمل الجماعي العربي وتفعيله ومواصلة العمل على تعزيز التضامن العربي المستند إلى ميثاق جامعة الدول العربية، ومواصلة الجهود لدعم وتعزيز التعاون العربي. وقد انعقدت اللجنة المشتركة السعودية - المغربية في دورتها ال 11 في إطار التوجيهات السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس وأخيه خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود، وما يوليانه من دعم مستمر ورعاية دائمة للعلاقات المتميزة بين البلدين، واستمرارا للحوار الاستراتيجي والتشاور الأخوي بين قيادتي البلدين في كل ما يهم الأمتين العربية والإسلامية والقضايا الإقليمية والدولية، وانطلاقا من الرغبة المشتركة لحكومتي البلدين لتطوير وتنمية التعاون الثنائي. وقد ناقش الجانبان أوجه التعاون الثنائي، كما استعرضا الأوضاع الإقليمية والدولية. واتفقا على عقد الدورة الثانية عشرة للجنة السعودية - المغربية المشتركة في المملكة العربية السعودية. وقد ترأس أشغال هذه اللجنة عن الجانب المغربي وزير الشؤون الخارجية والتعاون السيد الطيب الفاسي الفهري، وعن الجانب السعودي، صاحب السمو الملكي الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية، بمشاركة كبار المسؤولين في الوزارات والهيئات والمؤسسات الحكومية والقطاع الخاص في البلدين الشقيقين.