أجرى ناصر بوريطة، وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، يومه الثلاثاء، مباحثات عبر تقنية الاتصال المرئي مع الأمير فيصل بن فرحان بن عبد الله آل سعود، وزير الخارجية بالمملكة العربية السعودية. في مستهل اللقاء المرئي، عبر الوزيران عن الاعتزاز بعلاقات الشراكة والتعاون الراسخة بين البلدين الشقيقين، بفضل رعاية الملك محمد السادس وخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، وسعيهما إلى مواصلة تطوير هذه العلاقات والرقي بها إلى مستويات أعلى. وقد شكل الاتصال مناسبة أكد فيها وزير الخارجية السعودي على موقف بلاده الثابت والمبدئي من وحدة المغرب الترابية ودعمها الموصول لمغربية الصحراء، وتأكيدها على أن أي حل لهذا النزاع الإقليمي المفتعل لا يمكن أن يتم إلا في إطار سيادة المملكة المغربية ووحدة ترابها. ومن جهته، جدد الوزير بوريطة التعبير عن التضامن المطلق للمملكة المغربية ووقوفها الدائم مع المملكة العربية السعودية الشقيقة في الدفاع عن استقرارها ووحدة أراضيها وأمن وسلامة مواطنيها والمقيمين فيها ولمبادرتها لحل الأزمة في اليمن. وبعد استعراض وضعية التعاون الثنائي وسبل تعزيزه، اتفق الوزيران على دعوة القطاعات المعنية في البلدين إلى تنظيم اللقاءات المشتركة في أفق التحضير لأشغال الدورة المقبلة للجنة المشتركة. وتطرقت المباحثات إلى عدد من القضايا العربية والإقليمية ذات الاهتمام المشترك، حيث أكد الوزيران على تشبث بلديهما باحترام سيادة الدول ووحدتها الترابية، وضرورة إعلاء الحلول السلمية للقضايا العربية، ووقف أي تدخلات أجنبية في شؤون الدول العربية. وبشأن القضية الفلسطينية، أعرب الوزيران عن تضامن البلدين الثابت مع الشعب الفلسطيني في الدفاع عن قضيته العادلة وحقوقه المشروعة، وتأكيدهما على ضرورة عدم المساس بالخصوصية الدينية المتعددة لمدينة القدس والحفاظ على وضعها القانوني، كما أكدا على ضرورة تكثيف الجهود من أجل تجاوز حالة الجمود التي تعرفها العملية السلمية، وإعادة إطلاق دينامية جديدة تمكن من استئناف المفاوضات بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي على أساس حل الدولتين، الذي توافق عليه المجتمع الدولي. وفي هذا السياق، نوه وزير الخارجية السعودي بالجهود التي يبذلها الملك محمد السادس، رئيس لجنة القدس، في الدفاع عن المدينة المقدسة ودعم ساكنتها، وبذراع اللجنة الميداني وكالة بيت مال القدس. كما شكل هذا الاتصال بين الوزيرين المغربي والسعودي مناسبة للتشاور والتنسيق في قضايا إقليمية وعربية أخرى، خاصة الوضع في اليمن وليبيا.