انقضت سنة 2013 بحلوها ومرها مخلفة ورائها عديد الأحداث التي أثثت حياة المواطن المغربي شاغلة حيزا مهما من تفكيره ونقاشاته التي وصلت حد الاستفاضة في بعضها ، سنة شكلت الإمتياز والإستثناء معا بالنظر لما عرفته شتى المجالات المشكلة لعصب هذا المجتمع من لغط كثير وكلام يسير مسيلة مدادا وفير ، جاعلة الكل في حيرة من أمرهم مشدوهين لما يجري في كل بقعة من بقاع الوطن ، أمر فرضته ظرفية الفراغالتي عنونت مطلع عامنا المنقضي الذي استهل بالإقصاء المدوي لمنتخب شرف لسنوات عدة بلقب الأسود ، لكن مشاركته الباهتة في الكأس الأفريقية جعلتنا نبحث جميعا عن وصف حنين وأليف لنخبتنا الكروية .. بداية " منحوسة " كانت قنطرة عبور لضفة السياسة وصراعاتها التي طفت للسطح مبرزة تشوهاتها الخلقية والأخلاقية في تطاحن على السلطة " النسبية " ، وتغييب لمبادئها العليا القائلة بخدمة الوطن وشعبه ، حاجة تركت جانبا إلى حين الانتهاء من تصفية الحسابات العالقة بين " منبوذي الملايين " بنكيران وغريمه اللذوذ شباط وهم مقتدين بالمثل الدارج " كلها يلغي بلغاه "، اقتداء أسفر في أخر المطاف عن طلاق الشقاق رغم محاولات الصلح التي لم تحل دون وقوعه ، أمر أرضى طموح استقلاليي شباط في الاستقلال من التحالف والنأي بالنفس عن الخوض في غمار تجربة يختط فشلها بأحرف من رماد ، تاركين ورائهم مريدي العدالة والتنمية في بحث دؤوب عن قطعة الغيار التي تنجي سفينة تجربتهم ، عملية استغرقت حوالي خمسة أشهر من التنقيب الحثيث أسفرت عن إيجاد مخرج متمثل في حكومة ثانية تعوض فيها الحمامة الميزان ، ممسكة بزمام الأمور ومعيدة الشرعية الدستورية المفقودة للمسيرين، آملين أن تكون النسخة الحالية نسخة أعمال لا أقوال .. لم تكن صفحة الإقتصاد أحسن حالا من سابقتها ، أزمة خانقة عصفت بأحلام الشعب الطامح للإزدهار والرخاء ، ضاربة قدرته على المواصلة والعطاء ، راخية ضلالها على جميع الميادين المنتجة والمستهلكة على حد سواء ، سببها في ذلك حالة عدم الإستقرار السياسي والغليان الذي بلغ درجاته القصوى إثر القرارات اللاشعبية التي قصمت ظهر الطبقات المتوسطة والفقيرة تحت شعار " تفقير الفقير وإغناء الغني " في استهتار تام بالقاعدة القائلة " الضغط يولد الانفجار " الذي نخشى أن يكون على الطريقة العربية وتبعاته على الأخضر واليابس .. حولُنا هذا كان أيضا مسرحا للنضالات الحقوقية التي وحدت الصغير قبل الكبير والأمي قبل المتعلم والمثقف قبل الجاهل في طابور المطالبة بإلغاء العفو الملكي الصادر " خطأً " في الوحش العابث بكرامتنا والمغتصب لبراءة أطفالنا ، عفو بالخطأ أجج الجماهير التي تقاطرت مطالبها من كل أصقاع المعمور موحدين تحت سقف " لا للعفو عن مغتصب الأطفال " وهو ما تحقق وإن بشكل منقوص ، بعد البلاغ الملكي القاضي بإلغاء العفو عن " دانييل كالفان " وإلقاء القبض عليه بإسبانيا في إطار الجهود المشتركة بين البلدين .. حدث مهم جعل جدار الخوف و " الطابو " يتكسر على صخرة المطالب العادلة والمشروعة ، بتجاوب إيجابي وتعاطف ملكي دفعه لإعطاء أوامره لإعادة النظر في مسطرة العفو ، وأشفى بقراره الأخير غليل المتتبعين للملف وفتح بصيص الأمل للقادم من الأيام .. مر الوقت متسارعا في غياب تام لأخبار تشغل بال الرأي العام الوطني لتجد في الأخير الصحافة ضالتها في مادة جعلت دسمها مرتفعا ، خبر أعتبره وغيري من الأمور العادية ، قبلة تبادلها مراهقين كانت سببا كافيا للزج بهما في سجن المعاناة إثر الركوب على طيشهم وقلة نضجهم من طرف " الحقوقي " المعتبر نفسه مدافعا عن الحياء العام والباني لمجتمع القيم مزخرفا صنيعه بنقش المجتمع المدني ناسيا أن السبب في فضح غريزتهم " العادية " في مثل سنهم ، أما الثاني فهي مجموعة " قلالين لحيا " التي صورت الأمر على أنه حرية فردية مغيبة الخصوصية المغربية والمتبادلة " للبوسان " على مرأى من العالم على بعد خطوات من مبنى البرلمان ، رغبة منهم في نشر ثقافة الميوعة و الانحلال ضاربين عرض الحائط مثلنا القائل " ستر ما ستر الله " .. القولة الأخيرة لم يعمل بها حتى أصحاب القرار الرياضي في بلدي العزيز وضربوا " الطر " لأنفسهم وللرياضة الوطنية ، اعتبارا لما شهده الجمع العام لجامعة الكرة من انفلات غير مسبوق للأعصاب بين مسيرين يفترض فيهم تسويق الأخلاق والحكمة والتبصر لكن منطق المصلحة الخاصة هو الغالب في مثل هذه المناسبات .. مر الجمع وأفرز في الأخير مكتبا يتولى شؤون الكرة في السنوات المقبلة إلى أن نزل قرار الإتحاد الدولي بردا وسلاما على كل المتتبعين للشأن الرياضي ، القاضي بإلغاء نتيجة الجمع العام " المهزلة " والضارب لموعد أخر في حلبة النزال للظفر بمنصب رئيس الجامعة .. هكذا إذا مضى عامنا المحتضر متخبطاً بين دروب السياسة والإقتصاد والحقوق والرياضة ... هذه الأخيرة التي نفضت الغبار عليها إثر الإنجاز التاريخي والغير مسبوق للنسور الخضر في مونديال الأندية ، سبق غطى على إخفاقات جيل بأسره من أسود شاخت و أوهنها مرض الإخفاق وأضنتها وصفات المدربين التي لم تعد فعالة في إنقاذ سلالة " أسد الأطلس " الشامخ في عبارات التعليق الرياضي فقط .. المهم سأترككم رفقة النسور الخضر حتى نحلق فوق سماء 2014 علنا نستطلع المستقبل المشرق.