مفاجأة كبرى تلك التي فجرها أنس الحلوي، الناطق الرسمي باسم اللجنة المشتركة للدفاع عن المعتقلين الإسلاميين، بعد مغادرته المغرب وتوجهه صوب الأراضي السورية المشتعلة.. ففي الوقت الذي ظن فيه معتقلو ما يعرف ب"السلفية الجهادية" أن الحلوي يدافع عن ملفهم الشائك أمام الجهات الرسمية والحقوقية ويحتج أمام أبواب وزارة الرميد ومقر حزب بنكيران، يتفاجئ الجميع بأن الرجل يصول ويجول منذ مدة في جبهات القتال ضد نظام الأسد، حاملا السلاح بعد أن تدرب عليه لأيام.. الانطباع الذي تركه المعتقل الإسلامي السابق هو كون ملف معتقلي "السلفية الجهادية" سيظل عصيا عن الحل وأن الذين اعتقلوا بموجب قانون مكافحة الإرهاب، مهما قضوا من السنوات في السجون وأطلق سراحهم بعد انتهائها، فسيخرجون بنفس الأفكار "الخطيرة" على أمن وفكر المجتمع، وسيفكرون في تنزيلها على أرض المغرب أو خارجه.. ورغم أن الحلوي ليس الأول أو الأخير الذي يمّم وجهته من المعتقلين السابقين شطر سوريا، للقتال بإسم الدين والجهاد ضد "الكفار" من الشيعة "الروافض" وقتلة النظام الأسدي، إلا أنه قدّم للجهات الرسمية ومعها الهيئات الحقوقية الحبل الذي سيتم به شنق ملف ذي حساسية أمنية وفكرية في المغرب، وسيغلق معه باب الاجتهادات الحقوقية التي كانت تبحث عن نقطة ضوء وسط حلكة معتقلي "الإرهاب".. حالة "العَوْد" التي جسدها سفر الرجل الهادئ وغريب الأطوار، والاستياء الذي خلفتها لدى "إخوانه" المتواجدين خلف قضبان السجون، بعدما توسموا النجدة في من ذاقوا طعم الحرية، منحت لأنس الحلوي بطاقة العضوية داخل نادي النازلين على هسبريس، في انتظار مبادرات حقوقية أخرى ترتب الأوراق التي بعثرها الرجل في وجه المعتقلين الإسلاميين بالمغرب..