تفضلي آنستي هذه غرفتك في فندق حياتي، لا تفتحي هذه النافذة فهي تطل على الماضي، لا تشاهدي الأخبار لأغرق في مزيد من الأفكار الدموية، لا تقربي الجرائد فجل صفحاتها حوادث إجرامية، لا تفتحي حسابا في الفيس بوك لا حاجة لي بمزيد من الأصدقاء الأشباح، لا تستخدمي الهاتف أنتظر مكالمة مهمة من الحظ، لا تضحكي بدون سبب فهذا من قلة الأدب...نسيت شيئا مهما، لا تتنفسي بعمق سمعت أخبارا عن زيادة مرتقبة في فاتورة الهواء... عندما سمعتُ أن لكِ رأسا يحتفلون به، خطر ببالي أن أحتفل بك لأول مرة في حياتي، لا تستغربي فإن الزمن كفيل بتغيير عاداتنا عندما نضجر منها. اشتريت لكِ صبغة مضمونة في تزييف التاريخ وبلسما يحمي أيامك من التقصف. فخصلات الشيب في رأسكِ ترعبني سأصبغها لك بالأحمر الداكن لعل الشيب يختفي خجلا من إصراري على إيقاف عجلة الزمن. لا أخفيكِ سرا لقد انتظرت قدومكِ بفارغ الصبر، وبما أن 2013 خرجت للتو من الباب ولن تعود، فدعيني أحدثك عن طباعها السيئة ولسانها السليط. اشتد العتب بيني وبينها طيلة أيامها وساءت علاقتي بها كثيرا في أواخر حياتها. أصرخ في وجهها قائلة: أنت لا تختلفين في شيء عن السنوات السابقة...فتواجهني بوقاحة: كسولة أنت تكرّرين نفسك كل عام وتنتظرين نتائج مغايرة. 2014... اطمئني يا عزيزتي فلقد أصبحتُ ناضجة بما يكفي، وقررت أن أسدي معروفا للشباب بوعظهم وإعادة توجيههم...إخواني الشباب إذا كنتم تستعجلون المال والشهرة وتملكون موهبة في الكتابة، في الرسم، في الطبخ...فانسوا الموضوع تماما، اشربوا كأسا من "جافيل" واختبروا حنجرتكم في مسابقات الغناء، ربما تحصدون شهرة تجعلكم تحظون بشرف الظهور على القنوات العمومية لتقييم المشهد السياسي وتحليل الأزمة الاقتصادية وتنشيط الدورة الشعبية نسبة إلى الموروث الشعبي. أما الشباب الذين يرابطون في الفيس بوك وأسمى أمانيهم جمع أكبر عدد من المعجبين فأقول لهم واصلوا نشر كل ما تجدونه ساخرا أو حتى حامضا...فالتفاهة مفيدة في أحايين كثيرة لعلاج بعض الأمراض المزمنة ومنها على سبيل المثال لا الحصر: تصلب شرايين الفكر، حمى الحقد، التهاب الأصابع... وقبل أن أغادر الغرفة وأتركها ترتاح من ثرثرتي أمسكت بأذنها اليمنى وأمرتها بصرامة: أريدكِ سنة أفعال لا أقوال... بادرة الأعصاب، حسنة الطباع، خفيفة الظل...لن أقبل تسويفا ولا تخويفا، لن أرضى بوعود غير مصادق عليها، ولن أكتب فيك مذكراتي مقابل شيكات بدون رصيد...اتفقنا...طأطأت رأسها وأجابت: أحلام سعيدة... www.facebook.com/fatamazgha