بعد سقوط الفرعون المصري حسني مبارك وقبله الرئيس المخلوع زين العابدين في تونس ها هو عقيدنا صاحب التخريحات العجيبة معمر يخرج له شبعه من الجنب في تظاهرات بالمئات للمطالبة بإسقاطه والرحيل عن السلطة هو وسيفه وعائلته . شخصيا لم أستغرب حين سمعت القذافي يهدد بالخروج لإسقاط حكومته لأنني كثيرا ما شككت في قدرات الرجل الذي خرق جميع القواعد والنوامبس المعمول بها في أنظمة الحكم بعدما دخل نادي الإستبداد من أوسع أبوابه إن لم نقل من احقر أبوابه بمدة حكم قياسية تجاوزت 42 سنة فكيف يعقل أن يخرج القذافي الذي هو الحاكم الناهي والآمر في ليبيا للمطالة بإسقاط حكومة هو رأس حربتها وهو الذي ينصب وزراءها ؟ أعتقد أن الأمر لا يعدو كونه استمرارلمسلسل الإستحمار والسخرية من عقول اللبيين . تخريجات القذافي أو قذفيات القذافي دكرتني بما حكاه لي صديق مؤخرا بمعرض الدارالبيضاء للكتاب والنشر حين كان يزور الجناح الليبي الذي يعرض مصنفات للكتب من بينها أعجوبة الزمان الكتاب الأخضر الليبي المقدس مكتوب عليها عبارة " للعرض فقط " مع أن جميع المعارض والأجنحة كانت تتيح لزوارها شراء الكتب بحرية تامة لكن كتب القذافي للعرض فقط !!! بالإضافة إلى تقليعة إسراطين لإنهاء الصراع الإسلامي العربي الإسرائيلي وحادثة تمزيق الكتاب الأبيض الأممي والإتحاد الإفريقي وهلما وجرجرا من القذافيات . المعروف أن العالم العربي يشهد رجة وزلزال سياسي لم يسبق له مثيل فبعد خروج الليبين لإحتجاج إلى ميدان الشجرة وشارع عمرو العاص كان البحرينيين قد خرجوا للمطالبة بإسقاط النظام البحرييني فلم تنفع رشوة الحاكم البحرييني للأسر البحرينية ولا اعتذار وزير الداخلية عن سقوط شهيدين في الإضطربات الشعبية التي تشهدها البحريين عن ثني الجموع الغاضبة في المطالبة بالإطاحة برؤوس المافيا الحاكمة التي تسلطت على مقدرات شعوب المنطقة . في المملكة المغربية حيث يبدو المسرح المغربي شيبها إلى حد التماهي مع المسرح العربي الرديئ انظلقت حركة 20 فبراير وهي حركة شبابية مغربية مئة بالمئة من خلال صفحتها على الفيس بوك حيث دعت من خلالها الشباب المغربي ومختلف طبقاته إلى النزول للشارع للإحتجاج والمطالبة بإصلاحات سياسية واقتصادية جذرية . أما الحكومة المغربية على لسان ناطقها الرسمي الذي يشبه بالمناسبة إلى حد كبير بوق النظام الصدامي الذي أسقطه الغازي الأمريكي في 2003 محمد سعيد الصحاف فقد صرح أن الحكومة تتعامل مع هذه الإحتجاجات باظمئنان كبير وهو مايعني أن الحكومة المغربية قد هيئت أدواتها القمعية وأجهزتها البوليسية خاصة في بمدينة فاس حيث ينتظر أن تبتدأ الإحتجاجات المقبلة . والمثير في الأمر هو رفض الأحزاب المشاركة في مثل هذه الإحتجاجات من بينهم الحزب الإسلامي المغربي العدالة والتنمية باستثناء العدل والإحسان وهي حركة اسلامية مغربية محظورة باحتمال مشاركتها في الإ حتجاجات المقبلة ، ورغم أن الكثيرين لا يعولون على هذه الأحزاب باعتبار أن لا قاعدة شعبية لها . وعلى صعيد أخر شن عدد من الفيس بوكيين المناهضين لحركة 20 فبراير حملة مضادة معتمدين على الصور وعبارات التخويين والعمالة قائلين " إن من سيخرج للإحتجاج في 20 فبراير مجرد أعداء للوطن وعملاء للبوليساريو " مع أن أعضاء حركة 20 فبراير يردون بالقول " أن من يقف خلف هذه الحرب مجرد أناس انتهازيين وحربائيين يغيرون جلودهم بحسب موازين القوى . وعلى أية حال فكل الإحتمالات واردة والمغرب ليس استثناء في المنطقة ومطال الإصلاح وارد جدا فهل بدأ العد العكسي لحركة الإحتجاج في المغرب ؟ [email protected] http://9isa.maktoobblog.com