تنظم جامعتا محمد الأول بوجدة والملك عبد الله للعلوم والتكنولوجيا بجدة، وكليتا العلوم والطب والصيدلة بوجدة، والمركز المغربي للتنمية والعلوم، النسخة الخامسة للمؤتمر الدولي لعلوم المواد والبيئة من 9 إلى 12 يونيو الجاري بأحد الفنادق المصنّفة بمدينة السعيدية. ويشكّل هذا المؤتمر الدولي، الذي اختير له شعار "مواد جديدة لتنمية الطاقة المستدامة"، وفق اللجنة المنظمة، فرصة أمام حوالي 450 طالباً باحثاً للقاء مجموعة من العلماء والأساتذة والخبراء في مجالات علوم المواد والبيئة والطب والصحة- القطاع الذي يحضر كضيف شرف هذه النسخة- والاستفادة من خبراتهم. ويمثّل الحاضرون في المؤتمر، الذي أسس سنة 2016، زهاء 25 دولة. كما يؤطر جلساته العلمية والعامة علماء وخبراء وأكاديميون وصناعيون من مختلف المجالات، قادمين من الولاياتالمتحدةالأمريكيةوكندا وتركيا وسويسرا وألمانيا وإيطاليا وبريطانيا وفرنسا وبلجيكا وإسبانيا وبولونيا والصين واليابان والسعودية وعمان ومصر والأردن والجزائر وجنوب أفريقيا وإندونيسيا وماليزيا والعراق والمغرب، وينتمون إلى معاهد بحثية وجامعات مرموقة ومصنّفة في مراتب متقدّمة عالميا في البحث العلمي. كما يمثّل المؤتمر منصة متعددة التخصصات للباحثين والصناعيين وأيضا الكفاءات المغربية (مغاربة العالم) المقيمين بالمهجر لتعزيز النهج متعدد القطاعات، والتعاون في مجال تطوير أساليب جديدة ومبتكرة في المواد وتطبيقاتها في مجالات الطاقة والطاقة المتجددة وعلوم البيئة والتنمية المستدامة والتكنولوجيا الحيوية والهندسة الكهربائية والذكاء الاصطناعي والطب. واستضاف المؤتمر، عشية اليوم الجمعة، البروفيسور الأمريكي تشاد ميركن (عبر تقنية الفيديو) لإلقاء الدرس الافتتاحي، وهو مدير المعهد الدولي للنانو تكنولوجيا والمستشار السابق للرئيس الأمريكي باراك أوباما، وله أكثر من 480 بحثا وأكثر من 120 ألف استشهاد مع عامل تأثير يبلغ 155. جميلة العلمي، رئيسة المركز المغربي للتنمية والعلوم وممثلة وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار في هذا الحدث، قالت في كلمة، خلال الجلسة الافتتاحية للمؤتمر، إن العالم اليوم يتجه إلى الاعتماد بشكل شبه كلي على التكنولوجيات الحديثة كعنصر أهم في منظومة العلم والمعرفة وفاعل في التنمية الاقتصادية والاجتماعية وتعزيز الجهود الرامية إلى القضاء على الفقر لتحسين الإنتاجية وحماية الصحة وتحقيق التنمية الزراعية والأمن الغذائي والمحافظة على البيئة وتسريع وتيرة التحول الاقتصادي والرفع من القدرة التنافسية. من جانبه، أكد بلخير حموتي، رئيس المؤتمر وأحد المشرفين عليه- إلى جانب البروفيسور محمد الداودي من جامعة الملك عبد الله للعلوم والتكنولوجيا بجدة، والبروفيسور فواز الجفالي من المدرسة العليا للتكنولوجيا بوجدة، والبروفيسور محمد شكري من كلية الطب والصيدلة بوجدة- أن ما ميّز نسخة هذه السنة هو حضور مجموعة من العلماء بدرجة عامل تأثير عالمية تتجاوز 155، من بينهم من درسوا في الجامعة المغربية. وأشار في هذا السياق إلى العالم نورالدين عبيدي، المتحدّر من منطقة دبدو بإقليم تاوريرت، والذي تابع دراسته بجامعة محمد الأول بوجدة قبل أن ينتقل إلى جامعة تكساس الأمريكية، حيث أسس معهدا خاصا بالألياف، وفاز بجائزة أحسن باحث بولاية تكساس سنة 2012، وكذا محمد السياج المعّين من طرف رئيس دولة كندا بروفيسور كرسي، والذي يشتغل على المواد ثنائية الأبعاد. وسيستمر المؤتمر، على مدى أربعة أيام، في تنظيم جلسات علمية ومحاضرات، من بينها الصحة: الكيمياء الحيوية والتغذية وعلم الأدوية، وتحليل المياه والتربة والهواء والزراعة، والتحليل البيئي، والطاقة الخضراء والمتجددة، والتخزين، والتنمية المستدامة، والذكاء الاصطناعي، وتعلم الآلة، والهندسة الكهربائية، والمحاكاة، إلى جانب جلسة علمية حول الأجهزة المبتكرة والكيمياء والفيزياء المادية.