كانت الهدية التي أهداها الصحفي العراقي منتظر الزايدي للرئيس الأمريكي جورج بوش ذات قيمة رمزية لاتخلو من سخط على سياسة أعظم دولة في العالم والتاريخ ...فبينما كان جورج بوش رفقة نوري المالكي , شرع الصحفي العراقي في توجيه حذائه صوب جورج بوش واصفا إياه بالكلب ومشيرا إلى أن الأمر يتعلق بقبلة وداع من العراقيين إلى الرئيس الأمريكي في زيارته الوداعية لبغداد , والتي قام فيها بالتوقيع على الاتفاقية الأمنية إلى جانب رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي . "" وإذا كان جورج بوش قد حاول في المؤتمر الصحفي أن يتجاوز الوضع المحرج الذي وقع فيه قائلا بنبرة ساخرة "كان مقاس الحذاء الذي رماني به "10" إذا رغبتم بمعرفة ذلك." فإن ذلك لايمكن أن يجعل من الموقف البطولي الذي قام به الصحفي العراقي متجاوزا , فما عجز عن القيام به زعماء العالم العربي والإسلامي الذين يتسابقون لنيل رضى جورج بوش لدرجة أن البعض منهم قد جعل من أراضيه قواعد لضرب العراق , صدر عن رجل يجسد بحق مشاعر العراقيين الأحرار وموقفهم الرافد للعدوان الأمريكي الغاشم ومعه الاتفاقية الأمنية التي تجعل من مستقبل العراق يلفه الغموض وتطرح حوله علامات اسستفهام كبيرة ؟؟؟ لقد كانت الحرب على العراق منذ اليوم الأول لانطلاقها حربا ظالمة تم فيها استعمال كل أساليب الغطرسة والتضليل القذرة ,إلى جانب العمل المستمر على جر العراق إلى حرب طائفية وجعل البلد فوق فوهة بركان , مما أسفر عن خسائر مادية وبشرية فادحة تقدر بمئات آلاف القتلى والجرحى واللاجئين ...فبمرور خمس سنوات على الاجتياح الأمريكي للعراق تكون كل الأوراق التي ظلت أمريكا تشهرها في وجه العالم قد انكشف زيفها وبطلانها , إذ لايخفى أن العراق الحر والديموقراطيالذي نادت به أمريكا بعد بطلان الإدعاء الأمريكي القاضي بوجود أسلحة للدمار الشامل بالعراق قد فشل , فالعراق اليوم , وأكثر من أي وقت مضى , عراق تحكمه النزعات العرقية والطائفية ,قابل للانحلال في ظل استمرار النزعة الشعوبية,في حين أن أرقاما صادرة عن مؤسسات بريطانية محايدة تشير إلى وفاة أزيد من مليون عراقي منذ الاجتياح الأمريكي عام 2003 . وإذا كان منتظر الزايدي قد قال لبوش بأن الأمر يتعلق بقبلة وداع من العراقيين , فإن أحرار العالم سينتظرون قبلة وداع الإنسانية وهي ترى جورج بوش في المحكمة الجنائية الدولية لجرائمه في حق الإنسانية التي ارتكبها في العراق وأفغانستان ...بمجرد مغادرته للبيت الأبيض والذي حوله إلى بيت أحمر بسبب دماء الأبرياءالملطخة عليه . [email protected] المحبة برس