انطلقت بمدينة مراكش، الاثنين، تحت رعاية الملك محمد السادس، القائد الأعلى ورئيس الأركان العامة للقوات المسلحة الملكية، فعاليات الدورة التكوينية لفائدة المستشارين العسكريين للشؤون النسائية ومنسقي النوع الاجتماعي. وترمي هذه الأيام التكوينية التي تنظم من طرف القوات المسلحة الملكية المغربية بشراكة مع الأممالمتحدة، وفرنسا، والمنظمة الدولية للفرنكوفونية، ومعهد الأممالمتحدة للتدريب والبحث (UNITAR)، من 6 إلى 18 يونيو الجاري، إلى تبادل الخبرات بين المستشارين العسكريين من البلدان الناطقة بالفرنسية. وبهذه المناسبة، قالت الكولونيل ماجور علية مدغري: "تنطلق فعاليات هذه الدورة التكوينية لصالح الموظفات العسكريات والمنخرطات في عملية عمليات السلام، المنتميات إلى حوالي ثلاثين جنسية، بالمملكة المغربية التي قطعت أشواطا متقدمة في إدماج مقاربة النوع في القطاع العسكري، لتحسين الحماية والتوعية بالمساواة بين الجنسين في مناطق الصراع". وأضافت علية، في تصريح لهسبريس، أن "هذه التظاهرة التي تنظم اليوم بالمملكة المغربية حول مقاربة النوع، تسعى إلى تقوية قدرات المستشارات العسكريات، من خلال تكوينهن وتمكينهن من الأدوات التي ستساعدهن على الذهاب بعيدا في أداء مهمتهن لفائدة الأشخاص في وضعيات مؤلمة بسبب الحروب لدعمهم لمواجهة واقعهم اليومي في ظل الصراع". وزادت مدغري علوي قائلة: "يتماشى هذا التدريب تماما مع الرؤية المستنيرة والإنسانية العالية لجلالة الملك، الذي جعل دائما حقوق الإنسان، وخاصة حقوق المرأة، أولوية اختيار مملكتنا، لذلك فاستضافة هذا الحدث الدولي بالمغرب، ليس صدفة بل هو نتيجة مجهود جبار تبذله المملكة المغربية منذ استقلالها كمساهم مخلص بقوات في عمليات الأممالمتحدة للسلام". "وتساهم التجربة والمصداقية اللتين اكتسبتهما القوات المسلحة الملكية طوال سنوات من التعاون والعمل من أجل الأمن الجماعي مع الأممالمتحدة، في جعل مملكتنا فاعلا للسلام على رقعة الشطرنج الإفريقية والمتوسطية، وداعما ومساهما في ترسيخ مبادئ السلام وقيمه العالمية من الأمن والتضامن"، وفق تعبير المتحدثة نفسها. نادية الرفي، ليوتنان كولونيل ممثلة فرنسا في قوات حفظ السلام الأممية، أكدت من جهتها أن "فرنسا مهتمة بشكل كبير بالدبلوماسية النسائية، وبنسبة مشاركة الموظفات العسكريات في مجال حفظ السلام، في إطار سياستها الرامية إلى دعم حقوق النساء". وعن هذا التكوين، قال فتحي الدبابي، مدير مركز الأممالمتحدة للإعلام، إن "هذه الدورة التدريبية التي تشكل مجالا آخر من مجالات حفظ السلام، تأتي بعد أيام من تنظيم هيئة الأممالمتحدة وجميع دول العالم اليوم العالمي للقبعات الزرق بمدينة نيويورك، الذي تميز بتكريم جنديين مغربيين سقطا في ميدان حفظ السلام بميدالية داغ هامرشولد". "وخصص هذا التكريم لعسكريين ضحوا بحياتهم في سبيل حفظ السلام تحت راية هيئة الأممالمتحدة، وكانت هذه المناسبة فرصة للأمين العام أنطونيو غوتيريش للإشادة بدور المغرب المتميز كأكبر مساهم في القوات النظامية للأمم المتحدة لحفظ السلام بالقارة الإفريقية"، يختم الدبابي بعدما أكد أن "المغرب ينخرط في تكوين المسؤولين في مجال مقاربة النوع في الدول الناطقة باللغة الفرنسية، تنزيلا لتوصية أممية". ومنذ نهاية القرن الماضي، سار المغرب في طريق المساواة بين الجنسين، وخلال الفترة 2021-2024، وضعت خطة عمل وطنية للمرأة والسلام والأمن تهدف إلى تفاعل المملكة المغربية بشكل مفتوح وبنّاء مع قرار الأممالمتحدة 1325، الذي اعتمدته جميع الدول الأعضاء بالإجماع في 31 أكتوبر 2000، وهو ينظر في التحديات المحددة التي تواجهها المرأة في حالات الصراع. وعلى الصعيد العسكري، عملت خطة العمل الوطنية على إدماج دينامية تدعو إليها مشاركة نشطة وشاملة وحاسمة للنساء العسكريات على جميع مستويات القوات المسلحة الملكية، والحد من الحواجز وإزالة العقبات.