عَمَّت الاحتفالات شوارع مدينة تطوان بعد تحقيق المغرب التطواني لهدفه المنشود بكسب درع الدوري المغربي للمحترفين للمرة الثانية في تاريخه، وهو ما يخول له تمثيل الأندية المغربية في "المُونْدياليتُو" دجنبر المقبل، بعد تجاوزه لمرحلة شك لم تدم طويلاً، رافضاً بذلك الاستسلام ومستغلاً هدية أولمبيك آسفي الذي أطاح بالرجاء البيضاوي. لا أحد كان يتوقع تتويج "الماط" بدرع الدوري بعد السقوط المدوي للفريق بالبيضاء الأسبوع الماضي، وأولهم التطوانيون، الذين ورغم مرارة الهزيمة أمام "نسور" الرجاء، فقد تقبلوا ذلك، وسرعان ما رمموا الصفوف واصطفوا بملعب سانية الرمل، متشبثين بآخر خطوط الأمل لكسب بطولة كانت لأمس قريب في المتناول. حمامة تطوان، وكما دعتها جماهيرها في نشيدها الرسمي"تحيا تطوان".. ها هي تركب جناح الحمامة لتطير صوب عالمية وضعها المكتب المسير للفريق التطواني هدفاً منذ الدورة الأولى من بطولة الموسم الكروي، مسخرين كل الظروف المواتية لتحقيق هذا الهدف، بدءاً بالحفاظ على المدرب والركائز الأساسية للفريق وتطعيمه بآخرين حسب توصيات عزيز العامري، ومؤازرين ب"سرب من الحمام" الذي يتنقل رفقة ناديه أينما حل وارتحل. جمهور ال"لامْبِيكَا" الذي تنقل بالآلاف إلى البيضاء، كغيرها من المدن، عاش فرحة هستيرية، وهو يتابع المستحيل يتحول إلى حقيقة أمام النهضة البركانية، وقبلها أمام فرق أخرى، إذ أسهموا في إعطاء الفريق شخصية داخل الميدان، جنبته تلقي أي هزيمة داخل أسوار سانية الرمل. الجماهير التطوانية بروحها الرياضية العالية، كسبت احترام الجميع، وفرضت نفسها بشكل إيجابي بين جماهير أعتد الأندية الوطنية، مساهمة في وضع أساس ناد يخطو بثبات لوضع اسمه بين كبار الأندية الوطنية، وضاربة الموعد نهاية السنة الجارية مع ملعبي مراكش الكبير ومولاي عبد الله بالرباط، اللذان يحتضنان العرس العالمي الذي أكدت ثلاث أندية لحد الآن مشاركتهم في هذه النسخة، وهم بالإضافة إلى المغرب التطواني، بطل المغرب، ريال مدريد، المتوج برابطة أبطال أوروبا، وأوكلاند سيتي النيوزيلندي، بطل قارة أوقيانوسيا. أبرهون، جحوح، كروش، نعيم وآخرون تمكنوا من قيادة الفريق التطواني إلى التربع على صدارة البطولة الوطنية طيلة الدوري، بقيادة الإطار الوطني عزيز العامري، الذي تلقى انتقادات لاذعة بعد خسارته أمام الرجاء، لكنه عرف كيف يعيد الروح إلى لاعبيه، واستطاع قلب موازين الدوري من جديد. تتويج المغرب التطواني بدرع الدوري المغربي للمحترفين لموسم 2013/2014 هو الثاني في تاريخه، غير أنه بطعم خاص، لكونه يؤهل الفريق للمشاركة في "المُونْدياليتُو" لمواجهة مدارس كروية من القارات الخمس. ويبقى التحدي المقبل للفريق هو إعادة سيناريو الرجاء العام الماضي ببلوغ المباراة النهائية لل"مونديال".